ما هو المقصود بزيادة الوزن والسمنة؟
من الجدير بالذكر بأن كل إنسان لديه بعض الدهون المختزنة في جسمه، وهي ضرورية لاستمرار حياته.أما الزيادة في الوزن أو السمنة فإنها تشير إلى وجود زيادة كبيرة في الدهون المختزنة في جسم ذلك الشخص.
والدهون لها فوائد كثيرة للجسم فهي الطاقة المختزنة التي يحتاجها الجسم وتعمل طبقة الدهون كعازل حراري وتعمل كذلك على امتصاص الصدمات التي قد يتعرض لها الجسم،وتعتبر الدهون إحدى المكونات الأساسية للجهاز العصبي وكذلك تدخل في تركيب العديد من الهرمونات.وكقاعدة عامة فإن الدهون تتواجد بكمية أكبر في أجسام النساء عنها في أجسام الرجال.
يتكون النسيج الدهني من خلايا دهنية وهي عبارة عن أكياس متناهية في الصغر مملوءة بجزيئات الدهون.
.تتم المرحلة الأولى من تكوين الخلايا الدهنية في أجسامنا خلال فترة الطفولة،فإذا كانت الدهون المختزنة كثيرة في ذلك الوقت فإن تكوين الخلايا الدهنية يزداد بشكل كبير.فجسم الطفل البدين قد يحتوي على عدد من الخلايا الدهنية يصل إلي ثلاثة أضعاف ما يحتويه جسم نظيره صاحب الوزن الطبيعي.ويكون جسم ذلك الطفل البدين لديه القابلية في المستقبل لاختزان المزيد من الدهون والإصابة بزيادة الوزن والسمنة.وهذا لا يعني بأنك لا تستطيع تخفيض وزنك عن طريق النظام الغذائي والرياضة إن كنت من هذا النوع ,ولكن الأمر قد يكون أكثر صعوبة عن غيرك من الناس.
أما المرحلة الثانية من تكوين الخلايا الدهنية فتتم خلال فترة البلوغ ولا يزداد العدد بعد فترة البلوغ بل يحتفظ الجسم بما لديه من أعداد ثابتة من الخلايا الدهنية بقية حياته.ولذلك فإن الجسم بعد البلوغ يستجيب للزيادة في الدهون باختزانها بداخل الخلايا الدهنية الموجودة أساسا في الجسم وليس بتكوين خلايا دهنية جديدة.فالزيادة أو النقصان في الوزن بعد البلوغ يكون نتيجة ازدياد أو نقصان الخلايا الدهنية في الحجم وليس في العدد.وبشكل عام فإن جسم الإنسان يحتوي على عدد من الخلايا الدهنية يتراوح بين 30 مليار إلى 40 مليار(المليار يساوي ألف مليون)خلية دهنية تستطيع استيعاب واختزان كمية هائلة من الدهون.
ما هو مدى انتشار زيادة الوزن والسمنة في العالم؟
إن زيادة الوزن ليست مشكلة محلية أو إقليمية ،إنما هي مشكلة عالمية.لم يعد من أحد في مأمن من هذه المشكلة،فقد أصبحت المشكلة تضم الرجال والنساء والأطفال والبالغين دولا نامية وأخرى غنية . وما زالت المشكلة في ازدياد في معظم بلاد العالم حتى أصبحت تشكل تهديدا كبيرا على الصحة العامة حيث أخذت المشكلة طابعا وبائيا.
لقد تضاعفت نسبة السمنة في العالم أربع مرات منذ الثمانينات وحتى الآن .وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية مؤخرا إلى وجود أكثر من مليار نسمة في العالم يعانون من مشكلة الزيادة في الوزن (المليار يساوي ألف مليون)ويشمل هذا الرقم 300 مليون شخص يعانون من السمنة (سنأتي على تفاصيل الفرق بين السمنة وزيادة الوزن لاحقا)كذلك هناك 18 مليونا من الأطفال ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
لذلك فقد قفزت مشكلة زيادة الوزن والسمنة لتصبح على سلم أولويات وزارات الصحة في معظم الدول وتتكاتف كافة القطاعات في كل بلد لوضع حد لهذه المشكلة ودراسة الحلول المناسبة لمنع تفاقم المشكلة حيث لم تعد المشكلة تقتصر على الدول الغنية بل إنها تزداد بسرعة اكبر في الدول النامية أو الفقيرة.لذلك كان من الضروري للناس من تغيير بعض عاداتهم وسلوكياتهم بحيث يأكلوا بطريقة أفضل وان يتحركوا أكثر.
لماذا يعاني أغلبية الناس الآن من زيادة الوزن أو السمنة؟
إن السبب الرئيسي يكمن في زيادة ما يتناوله الناس من طعام مع انخفاض في نشاطهم الجسماني.لقد ازدادت كميات الأكل التي يتناولها الناس وزادت في محتواها من السعرات الحرارية (الطاقة)نظرا لما تحتويه من نسبة كبيرة من الدهون والسكريات.وفي مقابل ذلك يكاد ينعدم المجهود الجسماني الذي يقوم به الناس.والنتيجة هي الزيادة الكبيرة في كمية ما يتناوله الناس من سعرات حرارية(الطاقة المكتسبة)من خلال الأكل بحيث يفوق ذلك بكثير عما يفقده الجسم من سعرات حرارية (الطاقة المكتسبة) عن طريق الحركة والرياضة .وبتالي يزداد الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة أكثر من الطاقة المستهلكة =زيادة في الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة أكثر من الطاقة المستهلكة =نقص في الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة هي نفس الطاقة المستهلكة =لا تغيير في الوزن.
كيف يقوم الجسم بحرق السعرات الحرارية؟
يحتاج الجسم إلى طاقة معينة حتى يقوم بوظائفه دون اللجوء إلى أية أعمال إضافية،وتسمى معدل الطاقة الأساسي أو (Basal Metabolic Rate) تقاس الطاقة بالسعرات الحرارية أو الكالوري باللغة الانجليزية (Calories) يزداد معدل استهلاكنا للطاقة كلما قمنا بزيارة نشاطنا الجسماني.
فإذا أخذنا سعرات حرارية أقل من معدل الطاقة الأساسي(أي اقل مما نحتاج) عن طريق الأكل فإن الجسم يقوم بتعويض ذلك من خلال استخدام مخزون الجسم من الطاقة وبالتالي ينخفض الوزن.أما إذا أخذنا سعرات حرارية أكثر من معدل الطاقة الأساسي (أي أكثر مما نحتاج فعليا )فإن هذه الزيادة في السعرات الحرارية يقوم الجسم بتخزينها على شكل دهون ويزداد الوزن نتيجة لذلك.
ماهي الأسباب المختلفة لزيادة الوزن والسمنة؟
يمكن تلخيص أسباب زيادة الوزن والسمنة كما يلي:
1- السلوك: إن سلوك الأفراد وعاداتهم الغذائية تلعب دورا كبيرا في هذا المجال.لقد اعتاد الناس على تناول كميات كبيرة من أصناف الطعام الغنية بالدهون والسكريات بينما لا يقوموا في المقابل بنشاط جسماني أو رياضة بدنية تتناسب مع ذلك.مما يؤدي بالتالي إلي خلل في ميزان الطاقة في الجسم ،مما يؤدي إلي زيادة في الوزن.
البيئة:إن التغير الذي طرأ على البيئة قد زاد من الخيارات المطروحة أمام الناس بالنسبة لأصناف الطعام وانعكس ذلك على العادات الغذائية.إن الأرفف في الجمعيات التعاونية والأسواق تزدحم بكل أصناف الطعام،منها الجاهز للأكل بمجرد تسخينه،ومنها وجبات المطاعم السريعة ،والمشروبات الغازية،وكل ما لذ وطاب أصبح متوفرا وفي متناول الجميع،وكثيرا من هذه الأصناف يحتوي على سعرات حرارية (طاقة)كبيرة.
كذلك فإن بعض الأصناف تحمل في طياتها تضليل وخداع متعمد للمستهلك في أساليب الدعاية لهذه الأصناف.كأن يكتب عليها مثلا أو يتم تسويقها تحت مقولة بأنها (لا تحتوي على دهون)أو قليلة الدهن.بينما قد تحتوي على سعرات حرارية تفوق الأصناف الأصلية التي تحتوي على الدهون .من هنا تأتي أهمية قراءة التفصيلات التي تكتب على أي صنف قبل الشراء لمعرفة المعلومات الغذائية عن ذلك الصنف بالإضافة إلي الاعتدال في الأكل.
إن البيئة لها تأثير قوي على زيادة الوزن.فالمجتمعات ،والمدارس والمنازل وأماكن العمل كل له دوره ويشارك في ذلك مما يساعد الأشخاص على اتخاذ القرارات الصحية السليمة للحد من انتشار الزيادة في الوزن والسمنة.
2- الوراثة: للوراثة دور في حدوث السمنة،حيث أن الجينات الخاصة بذلك لها تأثير على الجسم في كيفية حرقة للسعرات الحرارية لتوليد الطاقة او لتخزين الدهون.ويحتاج ذلك إلى عوامل خارجية كزيادة الأكل وعدم مزاولة الرياضة حتى تحدث السمنة الناتجة عن الوراثة.وهذا لا يعني بالطبع حتمية حدوث ذلك،فأفراد العائلة أيضا يتشاركون في الأكل وفي طريقة سلوكياتهم وعاداتهم بشكل عام مما ينعكس على إصابة عدد كبير منهم بالزيادة في الوزن أو السمنة.
أسباب نفسية:يلعب العامل النفسي دورا هاما في العادات الغذائية فكثير من الناس يلجا للأكل كردة فعل لانفعالات سلبية ومثال على ذلك عند الشعور بالملل والحزن أو الغضب.
3- أسباب أخرى: إن بعض الأمراض قد تؤدي لزيادة الوزن والسمنة ويشمل ذلك:
خمول الغدة الدرقية Hypothyroidism، وخلل في عمل الغدة الكظرية Adrenal Gland أو ما يعرف بمرض كوشنج (Cushing Syndrome) والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى قد تؤدي إلى زيادة الوزن.
كذلك قد تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن مثل أدوية الكورتيزون وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب ،أو تجعل برامج تخفيض الوزن أكثر صعوبة .ويلعب العمر دورا في زيادة الوزن والسمنة،فكلما تقدم الإنسان في العمر تتباطىء عملية توليد الطاقة في الجسم ،ولذلك فإننا سنكتسب بعض الوزن الزائد كلما تقدم بنا العمر.
قد لا نستطيع عمل أي شيء تجاه العامل الوراثي والعمر،إلا أنك بالتأكيد تستطيع التغيير من عاداتك الغذائية ومستوى الحركة والرياضة في حياتك.
ما هو دور القطاعات المختلفة في الحد من زيادة الوزن السمنة؟
إن المجتمعات والمدارس والمنازل وآماكن العمل لها دور هام في مساعدة الأشخاص على اتخاذ خيارات صحية هامة وبالتالي تصب في الحد من السمنة.
المجتمع: يستطيع المجتمع تبني خيارات غذائية أفضل وتشجيع أصحاب الشأن على توفير الأصناف الغذائية قليلة السعرات الحرارية وكذلك خلق الفرص والظروف المناسبة لممارسة الرياضة ومثال على ذلك توفير أماكن لممارسة رياضة المشي أو توفير المراكز الرياضية وغيرها.إن ذلك من شأنه تشجيع الناس على اتخاذ خيارات جيدة ينعكس على الصحة بشكل عام.
المدارس: تشجيع الطلاب على تناول وجبة الإفطار والحرص على أن يحتوي مقصف المدرسة على الأصناف الصحية التي تتناسب مع التغذية السليمة،من بينها أصنافا قليلة السعرات الحرارية وقليلة في محتواها من الدهون والسكريات.كذلك تستطيع المدارس تزويد الطلاب بنشاط رياضي يومي يتناسب مع أعمارهم.
المنازل: التقليل من الجلوس أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر وغيرها من العادات التي تتسم بالخمول وقلة الحركة .كذلك يستطيع الجميع في المنازل إدخال النشاط الجسماني من ضمن برنامج الحياة اليومية ،وكذلك تشجيع تحضير وجبات وأصناف غذائية صحية في المنزل.
أماكن العمل:تشجيع أسلوب الحياة الذي يتسم بالنشاط والحركة وتوفير خيارات غذائية صحية للعاملين ،وخلق الفرص لممارسة النشاط الرياضي.
كيف يتم تشخيص الزيادة في الوزن أو السمنة؟
إن قياس كمية الدهون في جسم الإنسان هي طريقة ليست سهلة وغير عملية ،وهي تجرى فقط في مراكز الأبحاث وبمعدات خاصة لهذا الغرض.وهناك طرقا بسيطة لتقدير نسبة الدهون في الجسم وذلك بقياس طبقة الدهون تحت الجلد في أنحاء متفرقة من الجسم .وتستخدم هذه الطريقة من قبل بعض المراكز الصحية ,إلا أن نتائجها قد لا تكون صحيحة إذا قام بها أشخاصا لا يتمتعون بالخبرة الكافية أو إذا أجريت على أشخاص يعانون من السمنة المفرطة.لذلك فإن مراكز الرعاية الطبية تعتمد غالبا على طرق أخرى لتشخيص الزيادة في الوزن والسمنة مثل جداول الوزن بالنسبة للطول ومؤشر كتلة الجسم.
إن مؤشر كتلة الجسم(Body Mass Index ) هو أكثر الطرق انتشارا واستعمالا،وذلك لان نتائج هذه الطريقة هي اقرب ما يكون إلى تقدير نسبة الدهون الحقيقية في الجسم .بالإضافة إلى أننا نستطيع من خلال مؤشر كتلة الجسم التعرف على المشاكل الصحية التي ترتبط بزيادة الوزن والسمنة.ولهذا فإن مؤشر كتلة الجسم يستعمل من قبل معظم المراكز الطبية،ويعتبر مرجعا طبيا لمعرفة الزيادة في الوزن والسمنة.بالإضافة إلى سهولة استعمال مؤشر كتلة الجسم من قبل كافة الناس وتكلفة ذلك تكاد لا تذكر.فمن خلال الطول والوزن لشخص ما نستطيع معرفة مؤشر كتلة الجسم لذلك الشخص عن طريق تطبيق المعادلة الخاصة بذلك وهي سهلة كما يلي:
مؤشر كتلة الجسم هو عبارة عن الوزن بالكيلو جرام مقسوم على مربع الطول بالمتر.
مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلو جرام
------------------------
الطول بالمتر * الطول بالمتر
كيف تستخدم جدول مؤشر كتلة الجسم:
حاول أن تجد وزنك في الجزء الأيسر من الجدول ثم حرك يمينا في الجدول حتى تقابل طولك ،الرقم المقابل لهذه النقطة في أعلى الجدول هو مؤشر كتلة الجسم الخاص بك.
ويمكن تقسيم أوزان الناس بناء على مؤشر كتلة الجسم إلي الأقسام التالية:
.اقل من 18.5 :نقص في الوزن
.من18.5-24.9 :وزن طبيعي
.من25-29.9 :زيادة في الوزن
.أكثر من 30 :سمنة
أما السمنة في حد ذاتها يمكن تقسيمها إلى ثلاثة درجات:
.من30 - 34.9 :سمنة من الدرجة الأولى (سمنة خفيفة)
.من35 – 39.9 :سمنة من الدرجة الثانية(سمنة متوسطة)
.أكثر من40 :سمنة من الدرجة الثالثة (سمنة مفرطة)
ويعتبر جميع الأشخاص الذي يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة عرضة للإصابة بأمراض كثيرة وتزداد الخطورة كلما زاد مؤشر كتلة الجسم.
هل يوجد طرقا أخرى للتعرف على مخاطر زيادة الوزن والسمنة؟
نعم فهناك طريقة قياس محيط الخصر وكذلك طريقة معدل محيط الخصر بالنسبة لمحيط الأرداف .لنشرح كل منهما بتفصيل أكثر.
محيط الخصر: هذه طريقة سهلة وشائعة الاستعمال لتحديد نسبة الدهون المختزنة في منطقة البطن(الكرش).إن مراكز الرعاية الطبية لا تهتم فقط بكمية الدهون المختزنة في الجسم ،بل يهمها معرفة الأماكن التي تتجمع فيها هذه الدهون في الجسم.وبشكل عام فإن الدهون تتركز عند النساء في الخصر والأرداف والأوراك وتعطيهن الشكل المميز لحبة الكمثرى.أما عند الرجال فتتركز الدهون في منطقة الخصر والأرداف وتعطيهم شكل التفاحة .ولكن بالطبع يوجد بعض بعض الحالات التي يأخذ فيها بعض الرجال شكل الكمثرى وبعض النساء شكل التفاحة وخاصة النساء بعد سن اليأس وتعتبر هذه حالات استثنائية.
ويعتبر تجمع الدهون في منطقة البطن (الكرش)عامل خطورة مستقل في حد ذاته مرتبط بالسمنة وخاصة أمراض القلب. وتجمع الدهون حول الخصر (الكرش)يزيد من المخاطر الصحية أكثر من تجمع الدهون في منطقة الأرداف أو الأوراك.ولكن تبقى السمنة بشكل عام هي أكثر خطورة من مناطق تجمع الدهون ويختلف معدل محيط الخصر كعامل خطورة عند الرجال عنه في النساء:
*فالرجال عرضة للمخاطر الصحية إذا كان محيط الخصر أكثر من 40 إنشا(102 سم)
*والنساء عرضة للمخاطر الصحية إذا كان محيط الخصر أكثر من 35 إنشا (88 سم)
قياس محيط الخصر: يلف شريط القياس حول أصغر نقطة في المنطقة الواقعة بين أسفل القفص الصدري وأعلى السره ،وبشرط أن يكون شريط القياس مرتاحا ولا يضغط على الجلد كثيرا.
ملحوظة هامة:إن مرجعية محيط الخصر المذكورة أعلاه لا تنطبق على الشخص شديد القصر في القامة(الطول اقل من 150 سنتيمترا أو اقل من خمسة أقدام) .وكذلك إذا كان مؤشر كتلة الجسم عند الشخص أكثر من 35.
معدل محيط الخصر بالنسبة للأرداف: يتم حساب ذلك بقسمة محيط الخصر على محيط الأرداف.
*عند الرجال:يعتبر المعدل مأمونا إذا كان 0.9 أو أقل.
*عند النساء :يعتبر المعدل مأمونا إذا كان 0.8 أو أقل.
وبشكل عام،فإن معدل (1) واحد أو أكثر للرجال والنساء يعتبر خطرا على الصحة وقد يسبب مشاكل صحية كأمراض القلب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة.
يمكن قياس محيط الأرداف بشريط القياس ،حيث يلف الشريط (مرتاحا دون ضغط) وتقاس المسافة حول اكبر منطقة في الأرداف.
لماذا تعتبر السمنة خطيرة؟
تعتبر السمنة الآن في حد ذاتها مرض ولم تعد السمنة موضوعا يتعلق بالتجميل فقط. إن وباء السمنة في ازدياد مستمر وأصبح خطيرا في معظم العالم.لقد حان الوقت لأخذ مشكلة السمنة على محمل الجد من قبل المراكز الطبية ومن قبل الناس على حد سواء .لابد لكل شخص من تقبل المقولة بأن السمنة هي مرض مزمن في حد ذاته مثلها في ذلك مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول أو مرض السكري وغيرها.إن غالبية الناس تأكل وتتحرك قليلا ،لا بد لنا من إعادة تقييم عاداتنا وطريقة حياتنا.
إن كثيرا من المشاكل الصحية الخطيرة ترتبط بزيادة الوزن والسمنة والتي سنلقي عليها مزيدا من الضوء لاحقا،وتضم مشاكل الجهاز التنفسي بما فيها توقف التنفس لفترات قصيرة ومتكررة أثناء النوم،وأمراض القلب،وارتفاع ضغط الدم،والسكتة الدماغية،وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.ومرض السكري،والتهابات المفاصل وبعض أنواع السرطان ،وأمراض الكبد وحصوات المرارة ،والعقم ومشاكل الحمل وعدم انتظام الدورة الشهرية،بالإضافة للمشاكل النفسية المرتبطة بالسمنة كالاكتئاب واضطراب في عادات الأكل وقلت الثقة بالنفس.
كذلك فإن السمنة تزيد من حالات العجز للعمل نتيجة للحوادث والإصابات المرتبطة بالسمنة، وزيادة معدل الإجازات المرضية وزيادة تكاليف الرعاية الطبية.على سبيل المثال لا الحصر،فإنه في سنة 2000 وفي دولة واحدة فقط من العالم (الولايات المتحدة الأمريكية)كانت التكاليف الخاصة بالسمنة هي 117 مليار دولار أمريكي انه رقم مذهل وكبير جدا.
فكما نرى ،فإن السمنة مكلفة على كافة المستويات،فالشخص نفسه لا تكلفه ماديا فحسب، بل يدفع تكاليف ذلك من صحته وما قد يعتريه من أمراض خطيرة بسبب السمنة وما يصاحب ذلك من معاناة نفسية.وهي مكلفة للدولة أيضا على شكل الزيادة في المصاريف التي تنفق على الرعاية الطبية التي تزداد أعباءها بسبب السمنة أيضا .وبشكل عام فإن المشاكل الصحية تزداد كلما ازداد مؤشر كتلة الجسم أكثر فأكثر.
ما هي المخاطر الصحية المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة؟
*مرض السكري:
يعتبر السكري من أكثر الأمراض تأثيرا على الصحة العامة للمصاب وعلى جودة حياته.قد لا تكتشف السكري إلا بالصدفة خلال الفحص الروتيني أو الفحص الدوري،ويكتشف أحيانا عندما تظهر بعض الأعراض على المصاب مثل كثرة التبول وكثرة شرب الماء وكذلك كثرة الأكل مع نقص في الوزن دون سبب واضح.والسكري بشكل عام هو ارتفاع نسبة السكر(الجلوكوز) في الدم فوق المعدل الطبيعي.ويعتبر ارتفاع نسبة السكر في الدم سبب رئيسي لأمراض القلب وأمراض الكلى والسكتة الدماغية والعمى.
يسمى هذا النوع من السكري بالنوع الثاني أو سكري البالغين(لأنه يصيب البالغين فقط)،ويطلق علية أيضا اسم السكري الذي لا يعتمد على الأنسولين وذلك لأنه لا يعالج بإبر الأنسولين.ويعتبر هذا النوع هو أكثر أنواع السكري انتشارا حيث تبلغ نسبة المصابين بهذا النوع 85% من مجموع الناس المصابين بالسكري في العالم، منهم 90% يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
وتزداد مخاطر الإصابة بسكري البالغين مع ازدياد مؤشر كتلة الجسم.وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية في تقريرها لسنة 2002 بأن حوالي 58% من حالات السكري في العالم كان لها علاقة بالسمنة.فإذا كنت تعاني من الزيادة في الوزن أو السمنة فإن مخاطر إصابتك بالسكري تزداد إلى 40 (أربعون)ضعفا عن غيرك من الناس أصحاب الوزن الطبيعي.
ويضيف تقرير منظمة الصحة العالمية(برغم أن سكري البالغين قد اقتصر على البالغين الكبار خلال معظم القرن العشرين ،إلا أنه الآن يصيب الأطفال المصابين بالسمنة حتى قبل سن البلوغ)
من غير المعروف بالضبط لماذا كان الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن أو السمنة يصابون بالسكري أكثر من غيرهم.ربما لان الخلايا عند هؤلاء الناس يعتريها بعض التغيرات مما يجعلها مقاومة أو مضادة للأنسولين (أي لا تستطيع الاستفادة من السكر الموجود في الدم )وهذا بدوره يضيف عبئا كبيرا على خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين (خلايا بيتا Beta Cells) حيث تضطر لإنتاج مزيدا من الأنسولين للتعامل مع الكميات الكبيرة من السكر (الجلوكوز) الموجودة في الدم.
فالأنسولين هو الهرمون الذي يحمل السكر من الدم إلي الخلايا في جميع أنحاء الجسم وبدون هذا السكر(الجلوكوز)تموت الخلايا.وهذه الزيادة في إنتاج الأنسولين تجعل خلايا البنكرياس (خلايا ب) منهكة وتصاب بالفشل ومن ثم بالتلف.
إنك بالتأكيد تستطيع التقليل من مخاطر إصابتك بالسكري وذلك بالتخلص من الوزن الزائد بالإضافة لممارستك الرياضة بشكل منتظم.أما إن كنت من المصابين بالسكري فإن إنقاص وزنك بالإضافة لممارستك للرياضة يساعدك على ضبط نسبة السكر في الدم ،ويساعدك أيضا على التقليل من أدوية السكري التي تتناولها أو التقليل من جرعاتها.
*أمراض القلب:
أمراض القلب تعني بشكل عام بأن القلب والدورة الدموية لا يعملان بشكل طبيعي.
وبكلمات أخرى ،فإن القلب غير قادر على ضخ الدم بالقوة الكافية ليصل إلي جميع أنحاء الجسم،وبالتالي سيحتاج القلب للعمل بجهد أكبر للتغلب على المقاومة الموجودة بداخل الأوعية الدموية عند الشخص المصاب بالسمنة.
إن عمل القلب يمكن تشبيهه بعمل المضخة في (تنكر )الماء ،حيث تستطيع هذه المضخة أن تدفع الماء من (التنكر)إلي الدور الثاني مثلا في بناية ما.إلا أن المضخة قد تعجز عن دفع الماء ليصل إلى الدور العاشر.فالقلب يعمل بنفس الأسلوب تقريبا حيث يدفع الدم ليصل إلى جميع أنحاء الجسم في حالة الوزن الطبيعي. ولكن القلب لا يستطيع ذلك في حالة السمنة إلا إذا عمل بقوة أكبر حتى يستطيع إيصال الدم للوزن الزائد.
ولذلك فإن الأشخاص المصابون بالسمنة تزداد لديهم مخاطر الإصابة بهبوط في عمل القلب.نتيجة لعمله الإضافي والذي يؤدي إلى تضخم في عضلة القلب ونقص في كفاءة عمل القلب، وبالتالي لا يستطيع ضخ الدم بقوة تمكنه من الوصول إلي جميع أنحاء الجسم.
تصلب الشرايين:هو عامل آخر من عوامل الخطورة على القلب والمرتبط بالسمنة .إن كمية الدهون الكبيرة التي تدور مع الدم تترسب بداخل الشرايين ويحدث انسداد جزئي أو انسداد كلي للشريان في الحالات الشديدة.مما يؤدي إلي حدوث إلي حدوث الجلطة(النوبة القلبية)إذا كان الانسداد في شرايين القلب،أو يحدث سكتة دماغية في حالة شرايين المخ.وقد أثبتت الدراسات بأن مخاطر الجلطة ترتبط بالسمنة حيث تزداد المخاطر مع الزيادة في مؤشر كتلة الجسم. وكذلك تزداد مخاطر الإصابة عند الأشخاص الذين تتجمع الدهون لديهم في منطقة البطن(الكرش).
كذلك فإن زيادة الوزن والسمنة تزيد من احتمالات ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم ،ونسبة الكوليسترول منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار)وكذلك انخفاض نسبة الكوليسترول عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) .كذلك فإن ارتفاع ضغط الدم له علاقة مباشرة بالسمنة، فهناك ارتفاع مستمر في ضغط الدم مع الزيادة في الوزن.وارتفاع ضغط الدم كما هو معروف هو عامل هام من عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلي هبوط في القلب أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
إن تخفيض الوزن عند المصابين بالسمنة يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ويعمل على تخفيض ضغط الدم ونسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم ويعمل تخفيض الوزن كذلك على تنشيط عمل القلب وسهولة سريان الدم في الأوعية الدموية والتقليل من عوامل الخطورة على القلب بشكل عام.
*أمراض الكبد والمرارة المصاحبة للسمنة:
تزداد قابلية الأشخاص الذين يعانون من السمنة لتكوين حصوات المرارة نتيجة لسببين،السبب الأول هو كثرة الأكل والدهون حيث تضعف المرارة في عملها وتبدأ بذلك العصارة المرارية في التجمع بداخل المرارة مما يؤدي إلي تكوين الحصوات المرارية .والسبب الثاني هو نتيجة لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم،والكولسترول هو العامل الرئيسي في تكوين حصوات المرارة.وبصورة مماثلة فإن المصابين بالسمنة لديهم فائض كبير من الدهون في أجسامهم بحيث يصبح الكبد غير قادر على التعامل مع هذا الكم من الدهون وتصريفه،وبالتالي تتجمع الدهون في خلايا الكبد مسببة حالة يطلق عليها(تشمع الكبد).وترتفع نسبة تشمع الكبد عند الأشخاص المصابين بزيادة الوزن والسمنة وكذلك المصابين بالسكري أكثر من غيرهم من الناس.وتشمع الكبد قد يحدث تلفا في خلايا الكبد والذي بدوره قد يؤدي إلى تليف الكبد إن كان التشمع كبيرا (تليف الكبد هو تحول خلايا الكبد إلى نسيج ليفي يحد من سريان الدم بشكل طبيعي في الكبد).تتكون حصوات المرارة في معظمها من الكولسترول وقد يترتب على وجود حصوات المرارة ألم حاد في البطن يشبه في حدته المغص الكلوي أو أشد من ذلك . وقد لا يسبب وجود الحصوات أية أعراض تذكر.وحصوات المرارة قد تكون واحدة أو بضعة حصوات وقد تكون كثيرة العدد تصل إلى عشرات أو مئات، منها الصغير ومنها الكبير في الحجم وقد يحدث بأن تتحرك واحدة أو أكثر من هذه الحصوات وقد تصل إلي القناة المرارية الرئيسية وتنحشر هناك ويحدث انسدادا تاما للقناة المرارية،وهي من الحالات الطارئة التي تتطلب التدخل الجراحي الفوري لان ذلك قد يشكل تهديدا لحياة المريض،إما علاج حصوات المرارة فهو استئصال المرارة بالكامل وما بها من حصوات ويتم ذلك الآن بواسطة المنظار.إن تخفيض الوزن الزائد من شأنه التقليل من تجمع الدهون في الكبد ويخلص الجسم كذلك من الدهون المترسبة في الكبد ،على أن يكون تخفيض الوزن بطيئا(من نصف كيلو إلي كيلوجرام واحد في الأسبوع).يجب أخذ الحذر من النقص السريع في الوزن (أكثر من كيلو جرام ونصف في الأسبوع)لان ذلك يزبد من فرصة تكوين حصوات المرارة نتيجة لزيادة تدفق الكوليسترول عبر المرارة.
*إلتهاب المفاصل والسمنة:
تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة المصابين بالتهاب المفاصل عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والسمنة.وأكثر المفاصل تعرضا لذلك هي الركبة،والفخذ ،والكاحل وأسفل الظهر.يحدث ذلك كنتيجة مباشرة للتلف الذي يحدث في المفاصل من جراء الوزن الزائد مما يجعل الحركة صعبة.وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف في العضلات ثم ضمودها بالإضافة إلى نقص السائل الموجود بداخل المفصل(الذي يسهل حركة المفصل)مما يسبب التهابا وألما في المفصل.
إن تخفيض الوزن يخفف العبىء عن مفاصل الكاحل والركبة وأسفل الظهر وهي المفاصل التي تقع على عاتقها تحمل وزن الجسم بكامله.كذلك فإن تخفيض الوزن يعمل على تحسن في الأعراض المصاحبة لالتهاب المفاصل إن وجدت .وأظهرت الدراسات بأن تخفيض مؤشر كتلة الجسم بمقدار اثنان (2) يقابله انخفاض في احتمالات حدوث التهاب المفاصل بمقدار 50% (خمسون في المائة)وهو تحسن كبير جدا.
*السرطان والسمنة:
يحدث السرطان عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي مع فقدان السيطرة عليها للتوقف عند حد معين.وقد يحدث ذلك في أي نوع من الخلايا في الجسم كخلايا القولون مثلا.ثم إمكانية انتشار هذه الخلايا السرطانية إلى أماكن أخرى في الجسم كأن تصل إلي الكبد مثلا وتبدأ في النمو هناك بشكل سرطاني أيضا.
إن السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان كسرطان القولون والمستقيم،وسرطان البلعوم والكبد والمرارة والبنكرياس والكلى والرحم وسطان الثدي بعد سن اليأس وأنواع أخرى عديدة من السرطان.
وفي دراسة كبيرة أجريت على 900.00( تسعمائة ألف) شخص من البالغين منهم 405000 من الرجال(أربعمائة وخمسة آلاف) ،وكذلك 495000 من النساء (أربعمائة وخمسة وتسعون ألفا). تمت متابعة حالتهم لمدة 16 سنة (من سنة 1982 إلي 1998).وأظهرت النتائج بوجود ارتفاع في احتمالات مخاطر الوفاة وارتفاع نسبة الوفيات نتيجة لأنواع السرطان المذكورة أعلاه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم. وكانت الزيادة في مخاطر الوفاة عند الرجال نتيجة لسرطان المعدة والبروستاتا،بينما كانت عند النساء نتيجة لسرطان الثدي والرحم وعنق الرحم والمبايض.إن تجنب الزيارة في الوزن قد تحد من مخاطر الارتفاع في نسبة الإصابة بالسرطان.بينما يعمل تخفيض الوزن الزائد وتناول الغذاء الصحي المتوازن بالإضافة لممارسة الرياضة بشكل منتظم والامتناع عن التدخين ،كل ذلك يعمل على التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
*الجهاز التنفسي والسمنة:
إن حركة الصدر والبطن تصبح صعبة في حالة زيادة الوزن والسمنة وتحتاج عضلات الصدر إلى قوة اكبر للتحرك أثناء عملية التنفس،ولذلك فإن الأشخاص المصابون بالسمنة يشعرون بصعوبة في التنفس ويتعبون بسرعة ويخلدون إلي الراحة المتكررة.ويعتبر توقف التنفس لفترات قصيرة ومتكررة أثناء النوم من أهم مشاكل الجهاز التنفسي المصاحبة للسمنة.وتوقف التنفس أثناء النوم.ولذلك فإن الشخص الذي يحدث له ذلك يعاني من النعاس خلال النهار التالي مع صعوبة في التركيز.أما أسباب توقف التنفس أثناء النوم فيرجع إلي زيادة ترسب الدهون حول العنق والرقبة وفي الأنسجة المحيطة لمجرى التنفس عند الأشخاص المصابين بالسمنة،يعمل ذلك على الضغط بشكل مباشر على مجرى التنفس ويضيق المجرى من جراء ذلك .كذلك فأن ترسب الدهون يتعارض مع عمل عضلات الصدر خلال التنفس(الشهيق والزفير) والذي يحافظ على حيوية الجزء العلوي لمجرى التنفس.
وتزداد كذلك قابلية الأشخاص الذين يعانون من السمنة للإصابة بالربو أكثر من غيرهم من الناس أصحاب الأوزان الطبيعية.
وحجم الرقبة يقل عادة مع تخفيض الوزن وتتحسن بذلك حالة توقف التنفس المفاجئ أثناء النوم.كذلك يعمل تخفيض الوزن على تقليل انضغاط مجرى التنفس مما ينعكس بشكل ايجابي على علاج المريض.
*المشاكل النفسية والاجتماعية للسمنة:
تعتبر ضعف الروح المعنوية من أهم المشاكل النفسية المصاحبة للسمنة أو الناتجة عنها،وهذا بدوره قد يؤدي إلي الاكتئاب إذا زادت حدته أكثر وأكثر.والاكتئاب في حد ذاته قد يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية ومزيدا من الاكتئاب والذي يزداد حدة.وهكذا يجد الشخص نفسه يدور في حلقة مفرغة،مما يزيد من صعوبة العلاج مع مرور الوقت.كذلك للعوامل الاجتماعية تأثيرا كبيرا على مجريات السمنة،حيث يتعرض المصابون بالسمنة في حياتنا المعاصرة إلى الضغوط النفسية والرفض من قبل المجتمع ،ويزداد الأمر سوءا في حالة المرأة.مما ينعكس على سلوك الشخص المصاب بالسمنة حيث يميل إلى العزلة والوحدة بعيدا عن الناس وهروبا من هذه المواقف.ومنهم من يلجأ إلي الأكل كنوع من التعويض المعنوي مما يزيد المشكلة سوءا.
*الجلد والسمنة:
هناك تغيرات كثيرة تحدث في الجلد من جراء السمنة منها الخطوط التي تتكون من جراء تمدد واتساع الترسبات الدهنية تحت الجلد وما ينتج عن ذلك من ضغط على الجلد.
كذلك قد تصاب النساء بظاهرة نمو الشعر بشكل غير اعتيادي في أماكن كثير من الجسم.ويحدث ذلك كنتيجة للتغيرات الهرمونية التي تصاحب السمنة والتي تزيد من إفراز هرمون(تستوستيرون)وهو هرمون الذكورة(وهو يفرز بكميات قليلة عند النساء في الأحوال الطبيعية)،إلا أنه يفرز بكثرة عند النساء المصابات بالسمنة.كذلك يزداد إفراز العرق بكثرة في حالة السمنة مما يؤدي إلي حدوث التهابات جلدية وتكرار حدوث الدمامل أو إصابة الجلد بالفطريات وخاصة في منطقة تحت الإبط ومنطقة بين الفخذين وتحت الثديين عند النساء من الأماكن حسب درجة السمنة وحالة الجلد.فهذه الأماكن توفر المناخ الملائم لنمو الميكروبات (من بكتيريا وفطريات وغيرها) حيث تتوفر الرطوبة ودرجات الحرارة المناسبة لنموها.
*مشاكل أخرى مرتبطة بالسمنة؟
هناك مشاكل أخرى عديدة ترتبط بالسمنة ،مثل كثرة مرات التبول نتيجة للضغط الواقع على المثانة ،كذلك تكون حصوات في المثانة نتيجة لعدم القدرة على تفريغ المثانة من البول بالكامل وبالتالي يتجمع البول في المثانة ويساعد ذلك على تكون الحصوات.
من المشاكل أيضا عدم انتظام الدورة الشهرية وفشل المبايض وانخفاض الخصوبة أو حدوث العقم كذلك فإن علاقة الأشخاص المصابين بالسمنة مع شركاء حياتهم (الزوج أو الزوجة) قد يعتريها التوتر .ويعتبر الفتق من الحالات الشائعة عند المصابين بالسمنة نتيجة لضعف عضلات البطن والصعوبات التي تحدث أيضا قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية التي تجرى للمصابين بالسمنة.كذلك فإن المصابين بالسمنة ترتفع عندهم نسبة الحوادث والإصابات ومن المشاكل أيضا ارتجاع الأكل والحامض من المعدة إلي المريء نظرا لضعف وارتخاء الصمام بين المريء والمعدة والذي يسمح بمرور الطعام في اتجاه واحد في الأحوال الطبيعية (من المريء إلي المعدة فقط)كذلك من المشاكل التهاب القولون ،والبواسير،ومضاعفات الحمل ومرض النقرس نتيجة لازدياد حامض اليوريك في الدم،وغيرها الكثير الكثير.
ما هي مواصفات برنامج التخسيس الناجح؟
إن أي برنامج تخسيس ناجح لا بد أن تتوفر فيه الخواص الآتية:
1- أن يكون البرنامج مأمونا وفعالا وكذلك لابد بأن يكون البرنامج صحي وواقعي .
2- أن يكون البرنامج بطيئا ومتدرجا ولا تشعر معه بالحرمان أو المعاناة.
3- أن يشمل البرنامج على الرياضة البدنية.
4- أن يكون البرنامج طويل الأمد.
إن هناك طرقا وبرامج كثيرة لتخفيض الوزن،إلا ان أي برنامج لايشمل النقاط المذكورة أعلاه يصبح من الصعب المحافظة على الوزن الذي وصلت إليه.
*إن أضمن وسيلة وأكثرها فعالية وأمانا من الناحية الصحية هي التقليل من كمية السعرات الحرارية التي تتناولها عن طريق الطعام والشراب،وزيادة السعرات الحرارية التي تفقدها عن طريق الحركة والرياضة ،وان يكون الغذاء متوازنا صحيا.
*لا بد لأي برنامج تخسيس بأن يكون بطيئا وتدريجي وذلك ضروري لضمان نجاحه وتفادي حدوث المضاعفات الصحية .إن البرامج التي تخفض الوزن بسرعة يتبعها عادة زيادة سريعة في الوزن مرة ثانية.
*لا بد لبرنامج التخسيس الناجح لأن يكون واقعيا .فلا يعقل مثلا لشخص ما يعاني من السمنة طيلة حياته وعامل السمنة متواجد في العائلة لعشرات السنين ثم نتوقع أن يرجع إلى الوزن المثالي.فهذا الهدف ليس واقعيا في مثل هذه الحالة وصعب التحقيق ويؤدي في الغالب إلي فشل البرنامج وإصابة الشخص بالإحباط وبالتالي زيادة أكبر في الوزن نتيجة لذلك.
*ان السر في نجاح أي برنامج للتخسيس يكمن في إدخال تغييرات جوهرية ودائمة على عاداتك في الأكل والرياضة دون معاناة أو حرمان أو قسوة.إن السمنة هي حالة مزمنة ولا يجب التعامل معها كظاهرة مؤقتة وعارضة وتعالج بسرعة خلال أشهر قليلة عن طريق برنامج غذائي شديد الانخفاض في السعرات الحرارية .بل يجب لبرنامج التخسيس الناجح أن يعتمد على خطة طويلة الأمد،وإلا فإن البرنامج هو هدر للمال والوقت والجهد والصحة ومصيره الفشل لاحقا.
*لا تحاول تطبيق أي برنامج تخسيس لمجرد أنه مجرب من قبل غيرك،بل لابد للبرنامج وأن يتناسب مع ظروفك وحالتك .وإلا فإن وزنك سيقفز مرة أخرى وتستعيد ما فقدته من الوزن بمجرد توقفك عن البرنامج.
*لا تحاول تطبيق أي برنامج تخسيس يعدك بنزول الوزن بسرعة وسهولة .إن مثل هذه البرامج خادعة وقد تلحق الضرر بجسمك.
القواعد الذهبية لبرنامج التخسيس الناجح:
1- قرر واثبت على قرارك: قرر أن تبدأ في تاريخ معين وكن مستعدا لذلك.أدخل بالتدريج بعد التغييرات البسيطة طويلة الأمد على طريقة حياتك.وتذكر بأنه ما من أحد غيرك يستطيع تخفيض وزنك إن لم ترغب وتصمم أنت على ذلك .احرص بأن تبدأ في التاريخ المحدد ولا تجعل أمورا أخرى في حياتك تعطلك عن ذلك.
2- حدد هدفا واقعيا لنفسك: إن الهدف الذي يتسم بالواقعية والفعالية لا بد له بأن يكون محددا وقابلا للتنفيذ ويتسم بالمرونة.مثال على ذلك عندما نقول (تحرك أكثر)،فهذا مثالي لكنه ليس محددا.أما (المشي نصف ساعة يوميا لمدة 3-5 أيام في الأسبوع)فهذا الهدف واقعي لأنه محدد وفيه مرونة وقابل للتنفيذ. ثم تستطيع زيادة خمسة دقائق كل أسبوع حتى تصل إلى ساعة في اليوم واستمر على المشي لمدة ساعة يوميا لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع.
3- لا تنخدع ببعض الكلمات الدعائية: إن الدعايات لبعض برامج التخسيس قد تكون خادعة فاحذر ذلك مثل:
*"تناول كل ما ترده من الأكل وبأية كمية وتخلص من وزنك الزائد".
*"احرق الدهون في جسمك وأنت نائم"
*"العلاج السحري للسمنة"
*"تخلص من وزنك الزائد بلا مجهود وبطريقة سحرية"
*"نضمن تخفيض وزنك بسرعة وفورا"
*"تخلص من عشرون كيلو جرام في شهر واحد"
4- لا تتسرع في تخفيض وزنك:إن تخفيض الوزن بطريقة صحية ومأمونة يحدث ببطيء. والهدف هو أن تفقد من نصف كيلوجرام إلي كيلوجرام واحد في الأسبوع لتحقيق ذلك،لا بد لك من تخفيض أو حرق من 500 إلي 1000 سعر حراري في اليوم من خلال برنامج غذائي منخفض السعرات الحرارية وبرنامج رياضي. إن مجرد التقليل من كمية الدهون والحلويات بالإضافة لممارسة الرياضة بشكل منتظم (لا يقل عن نصف ساعة من المشي يوميا لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام في الأسبوع)
5- لا تشعر بالإحباط: إن أي إنسان قد يأكل كثيرا في بعض الأحيان أو يأكل أصنافا يجب تجنبها.فلا تشعر بالإحباط أو يتملكك الشعور بالذنب عن حدث معك ذلك.تقبل ذلك بهدوء ثم ارجع إلى برنامجك وطريقك السليم.لا تتوقع من نفسك الكمال فنحن بشر والكمال لله وحده عز وجل،وكذلك لا تيأس وتستسلم إن مررت بظروف صعبة يوما ما ولجأت للأكل الكثير أو توقفت عن ممارسة الرياضة ليوم أو حتى بضعة أيام ،لا بأس من ذلك ولا تنزعج كثيرا وتذكر بأن ذلك لا يعني الفشل أبدا.المهم بأن تعود إلى برنامجك الغذائي والرياضي بسرعة.
6- تناول طعامك وامضغه عدة مرات:
حاول بان تجعل من الأكل متعة إن تغييرك لطريقة أكلك قد يساعد على ان تأكل أقل من ذي قبل دون شعورك بالحرمان.فالإشارات الدالة على الشبع تستغرق حوالي ربع ساعة حتى يستقبلها المخ من المعدة.لذلك فإنك عندما تأكل ببطيء وتمضغ جيدا فإن ذلك يتيح لإشارات الشبع بان تبدأ في التكوين. بينما إذا تناولت طعامك بسرعة فإنك ستأكل كثيرا وتستمر في الأكل دون شعورك بالشبع وذلك لعدم تكوين إشارات الشبع في المعدة وبالتالي عدم استقبال المخ لها بعد.
7- تناول طعامك في صحن صغير نسبيا:
إن تناولك للطعام في صحن صغير نسبيا يجعلك تأكل كمية أقل من الأكل بشرط أن تضع وجبتك كلها في الصحن مرة واحدة ولا تقوم بوضع المزيد من الأكل مرة ثانية.كذلك تناول المزيد من الخضراوات لأنها تحتوي على سعرات حرارية قليلة جدا وتشعرك بالامتلاء والشبع.
8- تخلص من العادات الغذائية السيئة في حياتك: تخلص من هذه العادات نهائيا مثل:
*تناولك الكثير من الطعام الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية ،فهي تزيد من مجمل الطاقة التي تتناولها وتزيد من وزنك.
*تناولك للطعام أثناء مشاهدتك للتلفزيون أو قراءتك للجريدة أو أثناء وقوفك بقرب الثلاجة يساعد على تناول كميات كبيرة من الطعام دون أن تشعر بذلك.
*تناولك كميات كبيرة من الأكل أكثر من المعتاد في اجتماعات الغذاء أو العشاء كقاعدة ذهبية فإن الطعام المعروض وسهل الوصول إليه يعتبر مشجعا على الأكل .وكثير من الناس قد يأكل كثيرا لا لسبب بل لمجرد أن الأكل موجود أمامهم دائما ومتوفر.
*قد يلجأ الكثير من الناس للأكل كردة فعل عند شعورهم بالملل أو الحزن أو الغضب أو التوتر،حتى وإن لم يشعروا بالجوع.إن كنت من هؤلاء الناس فحاول أن تتعامل مع مشاعرك بأسلوب آخر غير الأكل,حاول ممارسة أية رياضة تحبها،أو حاول الجلوس والتأمل أو سماع الموسيقى،أو مارس أية هواية محببة إلى نفسك ،المهم هو ألا تجعل من نفسك فريسة للمشاعر السلبية تسيطر عليك .إن قوة الإرادة ستقودك للنجاح.حاول أكثر من مرة ولا تيأس وكن على ثقة بأنك تستطيع التغلب على ذلك.
9- تناول الطعام الذي يشعرك بالشبع ومنخفض السعرات الحرارية: مثل الخضراوات والفواكه والخبز المصنوع من كامل القمح والبقوليات مثل العدس وغيرها من الحبوب.
10- قم بتدوين برنامجك الغذائي والرياضي: حاول تسجيل ما تفعل كأن تذكر برنامجك الغذائي ومقدار نشاطك الرياضي،وكمية ونوع الطعام الذي تتناوله،وسجل وزنك كل أسبوع أو أسبوعين بشرط أن يكون بنفس الميزان ونفس الملابس.إن هذا السجل سيساعد على تغيير عاداتك إلى الأفضل بالإضافة إلى كونه مرجعا لك وللفريق الطبي المشرف عليك.
11- قدر نجاحك: لا مانع من مكافأة نفسك بشيء بسيط بعد تحقيقك لبعض الانخفاض في الوزن وكرر ذلك مرات عديدة كلما حققت انخفاضا آخر .ومهما كان الأمر،فاجعل منه متعة والتزم به.
كيف تحسب السعرات الحرارية الخاصة بك؟
لا بد لبرنامج التخسيس الصحيح بأن يحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة لتزودك بالسعرات الحرارية الكافية والتغذية السليمة للتمتع بصحة جيدة.من اجل ذلك ،يجب ألا يقل أي برنامج غذائي للتخسيس عن 1200 سعر حراري يومياً للنساء ولا يقل عن 1500 سعر حراري يومياً للرجال.إن معظم النساء تستطيع تخفيض من نصف كيلو جرام إلي كيلو جرام واحد أسبوعياً إذا تناولت ما بين 1200-1500 سعر حراري يومياً،وكذلك فإن معظم الرجال يستطيعون تخفيض الوزن نفسه إذا تناولوا ما بين 1500-1800 سعر حراري يومياً، ولا بد أن يحتوي الطعام على أصناف من جميع أقسام الغذاء الرئيسية.
ولمعرفة كم من السعرات الحرارية تستهلك أنت يوميا يمكنك حساب ذلك بالمعادلة الآتية:
*للمحافظة على وزنك الحالي ،اضرب وزنك بالكيلوجرام في 30 ،فالرقم الناتج هو معدل السعرات الحرارية التي تستخدمها يوميا إذا كنت من الأشخاص الذين يمارسون نشاطا جسمانيا معتدلا.
إذا كان وزنك 90 كيلوجرام مثلا،فيكون كالتالي:
90 * 30=2700 سعر حراري
هذا يعني بأنك تحتاج إلى 2700 سعر حراري للمحافظة على وزنك الحالي كما هو.لتخفيض وزنك لا بد لك من تقليل هذا الرقم الذي تتناوله من السعرات الحرارية.
*أما إذا كنت من الذين لا يمارسون أي نشاط رياضي وتتسم حياتك بالخمول وقلة الحركة فاضرب وزنك في 26 بدلا من 30لانك في هذه الحالة تحرق سعرات حرارية أقل.
90*26=2340سعر حراري.
*يحتاج الإنسان إلي حرق 3500 سعر حراري في الأسبوع زيادة عن المعدل من أجل إنقاص وزنه نصف كيلوجرام في الأسبوع. لتحقيق ذلك ،قلل من السعرات الحرارية التي تتناولها يومياً بمقدار 500 سعر حراري (500*7 أيام =3500 سعر حراري).
*تعتبر الرياضة من أفضل الوسائل للتخلص من السعرات الحرارية.فهي لا تحرق السعرات الحرارية فقط،بل ترفع من معدل استهلاكك للطاقة حتى أثناء الراحة (المعدل الذي تحرق به السعرات الحرارية بعد انتهاءك من الرياضة)
مكونات الغذاء الصحي المتوازن:
*الخضراوات والفواكه:تناولها بكثرة.
*النشويات:مثل الخبز والأرز والحبوب والمعكرونة.تعتبر النشويات المكون الرئيسي لأي برنامج غذائي ،وهي تشكل مع الخضراوات والفواكه قاعدة الهرم الغذائي.ويفضل أن تكون أغلبية النشويات من النشويات المركبة مثل البطاطا(مشوية أو مسلوقة)والحبوب الكاملة.
*الحليب ومشتقاته:تناول كميات قليلة وليكن الحليب خالي الدسم ومشتقات الحليب(مثل الروب والاجبان)قليلة الدسم.
*اللحوم والدواجن والأسماك والبقول الجافة والبيض والمكسرات.
الدهون:تناول القليل من الدهون ولتكن من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون.
*الماء:اشرب لترين ماء في اليوم،وأضف نصف لتر إلي لتر زيادة في حالة ممارسة الرياضة أو في الجو الحار. تجنب المشروبات الغازية والعصائر المضاف إليها السكر وأية مشروبات أخرى تعطي كمية كبيرة من الطاقة (السعرات الحرارية)
لماذا يتوقف نزول الوزن عند معظم الناس بعد فترة قصيرة من بدء برنامج التخسيس؟
إن أي برنامج تخسيس سيؤدي إلي نزول الوزن في الأشهر الأولى ثم يتوقف الوزن عن النزول بعد ذلك على الرغم من الاستمرار على نفس النظام الغذائي ونفس النشاط الرياضي.يحدث ذلك بعد أشهر قليلة من برنامج التخسيس لان الجسم يتأقلم على السعرات الحرارية المكتسبة والمفقودة ويتوقف الوزن عن النزول كتصرف وقائي للجسم من اجل الحفاظ على الحياة.ولا يعود الوزن للنزول مرة أخرى إلا إذا قام الشخص بتخفيض بسيط للسعرات الحرارية(تخفيض الأكل) أو يزيد قليلا من الرياضة أو الاثنين معا.
ولهذا السبب فإنه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها عامة الناس عند رغبتهم في تخفيض أوزانهم وهو إتباعهم لبرنامج تخسيس قاسية(غذاء منخفض جدا في السعرات الحرارية)بالإضافة إلي كون ذلك خطيرا على الصحة العامة.فماذا تكون النتيجة؟ لا يتوقف الوزن عن النزول فحسب،بل سيبدأ في الزيادة بسرعة وقد يزيد عما كان عليه في السابق.
كيف تتخلص من وزنك الزائد وتحافظ على ذلك:
1- لا تمهل وجبة الإفطار: فمن يتناول وجبة الإفطار لا يضطر في الغالب لان يأكل كثيرا في الوجبات اللاحقة .إن وجبة الإفطار تزودك بالطاقة اللازمة للحركة والتفكير والعمل والدراسة.وقد أظهرت الدراسات بأن إهمال وجبة الإفطار قد يؤدي إلي زيادة مخاطر السمنة بمعدل أربعة أضعاف .كذلك فإن وجبة الإفطار التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف (موجودة في الخضراوات والفواكه والبقول والحبوب الكاملة)تساعد على انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكر وسرطان القولون.
2- تناول ثلاث وجبات يومياً: ليس من الحكمة إهمال أية وجبة من الوجبات.تناول طعاما يحتوي على كمية قليلة من الدهون وسعرات حرارية منخفضة.
3- تجنب برامج التخسيس التي تقترح عليك بأن تأكل طعاما تم إعداده سلفا:
ان بعض هذه البرامج قد تنجح في إنقاص الوزن على المدى القريب لأنها منخفضة السعرات الحرارية .ولكنها قد لا تزودك بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم،بالإضافة إلى كونها لا تعلمك العادات الغذائية السليمة .كذلك فإن تناول الوجبات المعدة للأكل سلفا تحرمك من التدرب على اختيار الطعام ،وهذه مهارات تحتاجها للاستمرار في برنامج التخسيس على المدى البعيد.
4- تجنب برامج التخسيس التي لا تشمل الرياضة: إن الرياضة المنتظمة مفيدة للصحة بشكل عام.فهي تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم.وتساعد على المحافظة على الوزن الطبيعي والتخلص من الوزن الزائد،وتقوي العظام والعضلات والمفاصل وتقلل من فرص الإصابة بأمراض كثيرة وخطيرة.واهم ما في الموضوع بأن الرياضة تحرق مزيدا من السعرات الحرارية ليس فقط أثناء مزاولة الرياضة وإنما أثناء الراحة أيضا حيث ترفع من معدل حرق الجسم للسعرات الحرارية.وبذلك فإن من يزاول الرياضة يفقد الوزن بطريقة أفضل من غيره ممن لا يزاول الرياضة.
السعرات الحرارية المستهلكة لكل ميل (1،6 كيلو متر) من المشي السريع حسب الوزن
|
وزن الجسم (كجم)
|
السعرات الحرارية
|
70
|
95
|
75
|
100
|
80
|
108
|
85
|
115
|
90
|
121
|
95
|
128
|
100
|
135
|
105
|
141
|
110 |
148 |
5- قلل من تناول الدهون: لا بد من تقليل الدهون في أي برنامج غذائي للتخسيس،فالدهون بشكل عام تعطي ضعف السعرات الحرارية التي تعطيها كل من البروتينات والنشويات.لذلك فإن الدهون تزيد من الوزن بشكل كبير ويجب التقليل منها.يحتاج الإنسان في الأحوال العادية إلي الدهون بحيث لا يتعدى ما يتناوله منها أكثر من 30% من مجمل الطاقة اليومية المستخدمة.ويفضل بأن تكون من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون أو زيت الذرة.إنك تستطيع التخلص من مئات السعرات الحرارية يوميا فقط بتجنبك الأصناف الغنية بالدهون أو التي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة.
6- تجنب الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المضاف إليها السكر: تستطيع تناول ما تحبه منها بكمية صغيرة مرة واحدة في الشهر وذلك حتى لا تشعر بالحرمان الكامل،ولكن إن استطعت تجنبها فهو أفضل.
7- تجنب الأصناف المقلية والوجبات السريعة: لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية.خذ على سبيل المثال سندوتش الهمبرجر بالجبن مع بطاطا مقلية حجم كبير ومشروب غازي كبير فإن هذه الوجبة تحتوي على 1500 سعر حراري(تستطيع تناول ثلاث وجبات كاملة من وجبات النظام الغذائي للتخسيس بنفس هذه السعرات)
8- تجنب الوجبات الدهنية والسكريات: فكلاهما يعطي سعرات حرارية عالية .لا تنخدع بالأصناف قليلة الدهون فربما تكون غنية في محتواها من السكر وتعطي سعرات حرارية عالية.
9- قم بإختيار طعامك بعناية وتناول كميات صغيرة: تناول الأصناف منخفضة السعرات الحرارية .إذا شعرت بالجوع بين الوجبات فحاول شرب الماء أو تناول حبة من الفاكهة (تفاحة أو برتقالة أو بندورة أو خيار وخس وجزر مثلا)ولا تنسى بأن تبقى بعيدا عن المطبخ والأكل حتى لا تضعف وتأكل.
10- إحرص على جودة طعامك: من الضروري بأن يكون الطعام لذيذا ومقبولا والرياضة محببة إلى نفسك وقريبة من مكان سكنك، لا تتوقف عن ممارسة الرياضة حتى إذا وصلت للوزن المنشود.إن ذلك يساعد على تخفيض وزنك والمحافظة على ذلك على المدى البعيد.
11- لا توزن نفسك يوميا حتى لا تصاب بالإحباط وخيبة الأمل: قم بوزن نفسك مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين حتى تجد نزولا في الوزن مما يساعد على رفع روحك المعنوية.
12- تناول طعامك ببطيء وامضغه عدة مرات: لا تأكل بسرعة،فالإشارات الدالة على الشبع تستغرق حوالي ربع ساعة حتى يستقبلها المخ.لذلك فإنك عندما تأكل ببطيء وتمضغ جيدا فإن إشارات الشبع تبدأ في التكوين،بينما إذا تناولت طعامك بسرعة فإنك ستأكل كثيرا وتستمر في الأكل دون شعورك بالشبع وذلك لعدم تكوين إشارات الشبع في المعدة.
13- اشرب كميات كافية من الماء يومياً: إن معظم الناس لا تشرب الكمية الكافية من الماء.يحتاج الشخص الطبيعي إلى شرب لترين من الماء يوميا وأكثر من ذلك في حالة ممارسة الرياضة وفي الجو الحار.إن شرب الماء يساعد على تقليل من الشعور بالجوع ،بل وفي كثير من الأحيان يكون الشعور بالرغبة للأكل هو في الحقيقة نتيجة للشعور بالعطش .إذا شعرت بالجوع فتناول كوبا من الماء واصبر لمدة دقائق قبل شروعك في الأكل.ويعمل الماء كذلك على التخلص من السموم والشوائب الناتجة عن تكسر الدهون في الجسم.
14- تناول طعام العشاء مبكراً: تخلص من عادة الأكل في ساعة متأخرة من الليل وتناول طعام العشاء مبكرا.لا تأكل بعد الساعة الثامنة مساء،فذلك يساعد على هضم وجبة العشاء ثم مع الأيام ستتحسن شهيتك عندما تستيقظ في الصباح وتتعود على تناول وجبة الإفطار.
15- حاول أن تزيد من ثقتك بنفسك: لا تجعل من ضغوط المجتمع ومواقف الناس السلبية تسيطر عليك وتدفعك للإحباط .في المقابل حاول التركيز على النواحي الايجابية الأخرى في شخصيتك وفي حياتك،لا بد انك تملك الكثير منها فلا تستهين في نفسك.تمتع بالثقة في النفس وتقدير الذات .إن هذا يساعد على رفع روحك المعنوية مما سينعكس إيجابيا وتمضي قدما في برنامج التخسيس طويل الأمد ويجعل رحلتك سهلة وممتعة.
والنصيحة الأخيرة: أنت هو ما تأكل،حاول أن تأكل باعتدال، حافظ على الرياضة، واستمتع بطعامك.