أورام الجلد الخبيثة Skin Cancers


يتميز جلد الإنسان الخارجي بالقدرة العالية على مُقاومة الميكروبات والظروف البيئية المحيطة ، كذلك له القدرة على تعديل وترميم العيوب التي تُصيبه نتيجة الجروح أو الإشعاع وهذه ميزة حباها الله في الكائن البشري دون سائر الكائنات الأخرى ، ولكن حينما يفقد الجلد تلك الصفة المميزة يكون عرضة للإلتهابات الميكروبية والأورام الخبيثة.

الأورام الخبيثة Carcinoma تُعَرف على إنها تغيرات غير طبيعية في الجلد ينتج عنها نمو مُتزايد غير طبيعي في خلايا الجلد تكون محدودة في معظم الأحيان وتداخليه أحياناً ومُنتشرة نادراً, وقد تكون على شكل تقرحات صديدية أو تصبغات جلدية لامعة وتتركز عادة في المواقع التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل مُستمر مثل الوجه وأعلى الصدر والظهر وأحيانا قد نجدها في باقي أجزاء الجسم مثل الأطراف والجذع.

تُقسم الأورام الخبيثة حسب نوعية الخلايا الأساسية فيها:

1- أورام الخلايا القاعدية Basal Cell Carcinoma (القرحة القارضة Rodent Ulcer) : وهي الأكثر شيوعاً في كلا الجنسين وفي جميع دول العالم وتتميز بظهورها مع تقدم السن, وقد تظهر أحياناً في سن مُبكر في بعض الحالات التي لديها خلل جيني أو وراثي ، كذلك تُعتبر من أفضل الأورام
الجلدية من ناحية تداخلها في الأنسجة المحيطة فقد تحتاج سنوات عديدة حتى تخترق الجلد وتنتشر في الأنسجة الداخلية.


صورة لورم خلايا قاعدية Basal Cell Carcinoma

2- أورام الخلايا الحرشفية Squamous Cell Carcinoma: وهي ثاني الأورام الشائعة عالمياً، ومعظمها يُصيب أماكن الجسم التي تعرضت لفترات طويلة لأشعة الشمس,وهناك نسبة قليلة تُصيب باقي أجزاء الجسم, وتكون عادة ناتجة عن الإلتهابات الجلدية المُزمنة أو تناول مادة الزرنيخ لمدة طويلة ، وتتميز هذه الأورام بقدرتها على إختراق أنسجة الجلد رأسياً وقد تنتشر بالأنسجة المحيطة أو بالأعضاء الداخلية لو تم إهمالها وعدم استئصالها جراحياً.


صورة لورم خلايا حرشفية Squamous Cell Carcinoma

3- أورام الخلايا الصبغية Melanoma (الميلانوما): وهذه الأورام نادرة الحدوث في الأشخاص ذوي البشرة السمراء ولكنها شائعة في ذوي البشرة البيضاء مثل الأوروبيين والاستراليين والغربيين وقد تكون سببها إشعاعي مثل التعرض لأشعة الشمس لفترات مُعينة أو تغير مُفاجئ في بعض الشامات بدون سبب واضح ، والجدير بالذكر أن هذه الأورام يجب إستئصالها بأسرع وقت مُمكن لقدرتها على الإنتشار في أنسجة الجلد والأنسجة المحيطة والداخلية خلال فترات قصيرة ، ولذلك ننصح الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بمُراجعة الأطباء في حال تغير الشامات التي في أجسادهم على سبيل المثال تغير في اللون أو الحجم أو الشكل أو خروج دم منها....


صورة لورم خلايا صبغية Melanoma

4- أورام الخلايا الدم الليمفاوية Lymphoma (الليمفوما): وهذه الأورام شائعة في منطقتنا ولكن عادة تحتاج زمن طويل للإنتشار في أنسجة الجلد والأنسجة المحيطة وهذا العامل مهم ليعطي للشخص فترة طويلة لمُراجعة الطبيب وعمل العينات والفحوصات المخبرية اللازمة للتشخيص وتتميز هذه الأورام بشكلها الجلدي المُزمن مثل ظهور بقع حمراء فيها قشور وضمور جلدي أو بقع بيضاء قشرية وقد تُعالج على أنها مرض جلدي آخر مثل الصدفية ولكنها لا تتحسن على العلاج وقد تمر بعدة مراحل حتى يتم تشخيصها وعلاجها والذي عادة يكون غير جراحي مثل العلاج الضوئي أو الكيميائي.


صورة لورم خلايا ليمفاوية Lymphoma

5- أورام جلدية نادرة الحدوث ناتجة عن خلايا محيطة للجلد مثل الأوعية الدموية أو الأنسجة العضلية أو العرقية... الخ

وسوف نتناول بالعملية التالية لمريضة تم تشخيصها بورم الخلايا الحرشفية المحدود Bowen's Disease في الطرف الأيمن العلوي وذلك بأخذ عينة من الورم وتشخيصه الدقيق ومن ثم ترتيب موعد العملية:
1- استخدام القلم الملون لتحديد حدود الورم وأخذ مسافة كافية من الجلد الطبيعي حول الورم. 
 

2- تخدير المنطقة بالمخدر الموضعي.
3- استئصال الورم باستخدام الشفرة الجراحية والمقص الجراحي.

4- تلوين المنطقة التي من الممكن استخدامها للغلق الجراحي.

5- إستئصال جراحي لجزء من الجلد على شكل شراع حول الجرح.

6- عمل دوران بدرجة 180 للجزء المنزوع ووضعه في الجرح.
7- غلق الجرح باستخدام الغرز الجراحية.

8- إزالة الغرز بعد 10 أيام من العملية.

 

د.إبراهيم خليل العرادي-استشاري طب وجراحة الجلد-الكويت