مُعدل تَثَفل (ترسُب) الكُرَيَّاتِ الحُمْر


مُعدل تَثَفل (ترسُب) الكُرَيَّاتِ الحُمْر Erythrocyte Sedimentation Rate, المعروف بين عامة الناس بسرعة أو بنسبة ترسيب الدم, و غالباً ما يرى الشخص الإختصار ESR على ورقة تحليل المُختبر, الذي في الغالب يُصاحب الإختصار CBC الذي هو إختصار لتحليل تعداد كامل لعناصرِ الدم Complete Blood Count الذي يتضمن عدد كريات الدم الحُمر RBC , عدد كريات الدم البيضاء WBC , عدد صفائح الدم Platelet , مستوى الهيموغلوبين HGB , مُتوسط حجم الكُرية (الحمراء) MCV , مُتوسط هيموغلوبين الكُرية (الحمراء) MCH و قياسات أخرى. تحليل سرعة ترسيب الدم تحليل غير نوعي Non-Specific Test يعني بحد ذاته لا يدُل على و لا يُشخص أي مرض مُعين أو حالة مرضية مُحددة, و لكنه دلالة عامة على وجود إلتهاب Inflammation في الجسم, سواءً كان حاداً أو مُزمناً.

تعريفه و وحدة قياسه: هو مُعدل تَثَفلِ (ترسُب) الكُرَيَّاتِ الحُمْر في فترة زمنية مُحددة (عادة الفترة الزمنية هي ساعة واحدة), و هو عبارة عن طول سقوط رأس العمود  من الدم بالمليمتر في أنبوبة مخبرية, عليه تكون وحدة قياسه هي مليمتر\ساعة mm/h.

كيفية قياسه: يتم قياس مُعدل تَثَفل (ترسُب) الكُرَيَّاتِ الحُمْر ESR بطريقة ويستيرجين  Westergen Method و ذلك لبساطتها و عدم الحاجة لأي مصدر طاقة, حيث تُستخدم أنبوبة ويستيرجين Westergen Tube و هي عبارة عن أنبوبة مستقيمة طولها  30 سم  و قطرها الداخلي 2.55 مليمتر, و هي مُدرجة من 0-200 مليمتر  و تسع  حوالي 1 مليليتر. 

1- يتُم تخفيف 2 مليليتر دم  مع  0.5 مليليتر من 3.8% سيترات الصوديوم Sodium Citrate أو  0.5 مليليتر من 0.85%  كلوريد الصوديوم Sodium Chloride.

2- يتُم ملء أنبوبة ويسترجين لعلامة الصفر (يكون الصفر في الأعلى) و تترك واقفة عمودياً تماماً  في رفرف بدرجة حرارة الغرفة و بدون إهتزاز أو التعرض المُباشر لأشعة الشمس.

3- بعد 60 دقيقة (ساعة) تُقرأ المسافة من علامة الصفر إلى قمة عمود الكريات الحُمر بالمليمتر, و هذه القراءة هي قيمة مُعدل ترسُب الدم ESR.

 

توجد أجهزة آلية لقياس سرعة ترسب الدم مثل فس ماتك VES-MATIC 20  الذي يقيس المُعدل لعشرين عينة دم دفعة واحدة و يستغرق وقت أقل من طريقة ويستيرجين.

 

أي عامل في الدم يجعل كريات الدم الحُمر تلتصق ببعضها البعض و تكوين كوم تُسمى نضائد Rouleaux (كما هو مُبين في الصورة), يؤدي إلى زيادة سرعة ترسب الكريات الحُمر و بالتالي إرتفاع قيمة مُعدل ترسب الدم, و أهمها الفيبرونوجين Fibrinogen الذي يُقلل من الشُحنات الكهربية السالبة Negative Charges  على سطح الكُريات الحُمر (الجهد الكهربائي زيتا Zeta Potential الذي يُبقيها مُنفصلة عن بعضها البعض في الدم), ومنها الأضداد المنّاعية Immunoglobulins و الكوليستيرول و الحمل Pregnancy و حالات فقر الدم Anaemias كذلك. و في الحالات التي يكون فيها شكل الكُريات الحُمر غير طبيعي مثل المنجلية Sickle Cells أو الكُروية Spherocytes يقل مُعدل ترسب الدم.

  رجال نساء
العمر أصغر من 50 سنة 15 mm/h 20 mm/h
العمر أكبر من 50 سنة 20 mm/h 30 mm/h
العمر أكبر من 85 سنة 30 mm/h 42 mm/h

أهميته: كما ذكرنا سابقاً بأن مُعدل ترسب الدم بحد ذاته لا يدُل على حالة مرضية مُعينة, و لكنه مؤشر لوجود إلتهابات في الجسم حيث يكون مُرتفعاً في  الأمراض المُعدية Infections و الأمراض المنيعة للذات Autoimmune Diseases مثل إلتهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid Arthritis و السرطان, و يكون مُرتفعاً فوق 100 في مرض ألم العضلات الروماتزمي Polymyalgia Rheumatica و إلتهاب الشريان الصدغي Temporal Arteritis مما يُساعد الطبيب في التشخيص. كذلك يستخدم الأطباء مُعدل ترسب الدم في مُتابعة إستجابة المريض للعلاج, حيث أن نزوله مع العلاج يدُل على الإستجابة و عدم نزوله يدُل على عدم إستجابة المريض للعلاج. أضرب مثال, لو اشتكى شخص من آلام في المفاصل أو العضلات و تحليل سرعة ترسب الدم كان طبيعياً, عادة لا يقوم الطبيب بعمل تحاليل دم أخرى, و لكن إذا كان مُرتفعاً سيقوم الطبيب بعمل تحاليل أخرى لتشخيص الحالة.

دكتور خليل اليوسفي-استشاري طب العائلة-الكويت