إلتهاب الكبد الفيروسي ب Hepatitis B

ما هو الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
إنه إلتهاب في الكبد سببه أحد الفيروسات القوية،ويعتبر هذا الفيروس شديد العدوى، فالقابلية للعدوى بهذا الفيروس هي أقوى بمائة مرة من فيروس الإيد، ويُقدر عدد الأشخاص الحاملين لفيروس الإلتهاب الكبدي ب في العالم بحوالي 350 مليون شخص مُقارنة بعشرين مليون شخص من الحاملين لفيروس الإيدز. والأرقام الحقيقية قد تفوق ذلك كثيرا إذا أخذنا بعين الإعتبار الحالات التي لا يُبلغ عنها، وهي كثيرة على مستوى العالم.
تتراوح فترة الحضانة لهذا المرض من ثلاثة إلى ستة شهور، قد تتقلص إلى أسبوعين أو تمتد لتصل إلى تسعة شهور يعتمد ذلك على كمية الفيروسات التي دخلت الجسم وطريقة العدوى وحالة المناعة عند الجسم المُصاب.
 
ما هي أعراض الإصابة بالإلتهاب الكبدي-ب؟
 
في معظم الحالات لا تحدث أية أعراض أو أن الأعراض التي تحدث هي بسيطة وخفيفة للغاية ويشفى منها الإنسان المُصاب تماماً. قد يبدأ المرض بأعراض مُشابهة لنزلات البرد والزكام وتشمل آلام في الجسم وفقدان الشهية وألم في الحلق وقد يصحب ذلك قيء، أما الإرتفاع في درجة الحرارة فقد يكون طفيفاً أو معدوماً. كذلك اليرقان (إصفرار الجلد والعينين) وتحول البول إلى اللون الداكن وقد يستمر ذلك حوالي ثمانية أسابيع. إن 90% من الحالات تشفى تماماً، إلا أن أعداداً قليلة من الناس قد يتضاعف لديهم المرض بشكل خطير. وقد يستمر هذا الفيروس في الجسم المُصاب لعدة أشهر إلى أن يتخلص منه الجسم تماماً. إلا أن أعداداً قليلة من المُصابين قد يستمر وجود الفيروس في أجسامهم لفترات طويلة قد تمتد سنين ويطلق على هؤلاء الناس في هذه الحالة بأنهم حاملين للفيروس. وحامل الفيروس قد لا يُعاني من أية أعراض، ويشعر بكامل صحته ولياقته حتى أنه قد لا يعرف بأنه مُصاباً بالفيروس.
ينتشر الإلتهاب الكبدي في مناطق عديدة من العالم، إلا إن نسبة انتشاره في بعض أجزاء من العالم أكثر من غيرها وتبلغ النسبة أدناها في أوروبا حتى تبلغ النسبة (0,1%) وفي أمريكا(0,8 %)، وتبلغ النسبة أقصاها في أفريقيا وآسيا حيث تصل النسبة لأكثر من 15% .
أما نسبة المُصابين الذين يصبحون حاملين للفيروس بشكل مُزمن تتراوح من 2% - 10% وترتفع النسبة عند الأطفال.
وتصل النسبة إلى 90% عن الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس قبل الولادة، وذلك لأنه إذا أصيب الطفل الصغير أو الرضيع بفيروس الإلتهاب الكبدي –ب فإن احتمالات تحول ذلك الطفل إلى حامل مُزمن للفيروس هي أكبر من الشخص الذي يُصاب في سن مُتقدم. كذلك فإن الإصابة بالفيروس في سن مُبكرة من الحياة تزداد معها إحتمالات الإصابة بسرطان الكبد أو تليف الكبد عند ذلك المُصاب في المستقبل البعيد، ولهذا السبب فإن التطعيم يتركز على هذه الفئة من الأعمار، فهو الضمان لحمايتهم من تلك المخاطر.
 
كيف تنتقل العدوى بفيروس الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
1. إن العوامل التي تساعد على إنتشار فيروس نقص المناعة الطبيعية (الإيدز) هي نفس العوامل التي تساعد على إنتشار فيروس الإلتهاب الكبدي-ب يتواجد فيروس الإلتهاب الكبدي-ب في الدم وأنسجة الجسم والسائل المنوي والسائل المهبلي واللعاب وحليب الأم والبول والبراز والعصارة الصفراوية والدموع والعرق.
2. يستطيع فيروس الإلتهاب الكبدي-ب من دخول الجسم عن طريق الوريد، أو عن طريق جرح أو خدش أو تشقق أو إلتهاب في الجلد. أما أكثر الطرق التي تنتقل بها العدوى فهي:
3. الإتصال الجنسي مع الإنسان المُصاب سواء كان الإتصال طبيعياً أو شاذاً.
4. تعاطي المُخدرات عن طريق الحقن، وخصوصاً استعمال نفس الإبرة من شخص لآخر.
5. من الأم المُصابة إلى الجنين أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة.
6. إستخدام أدوات الغير مثل موس الحلاقة أو فرشاة الأسنان وغيرها.
7. تعرض إنسان سليم إلى الدم أو سوائل الجسم من إنسان مُصاب بالفيروس، حيث يدخل الفيروس عن طريق جرح أو خدش في الجلد، أو عن طريق الأغشية المُخاطية المُبطنة للعين والأنف والفم. ولهذا السبب فإن العدوى بالإلتهاب الكبدي قد تنتقل إذا ارتشق الدم أو أية سوائل من جسم المُصاب إلى جرح أو تقرح جلدي أو إلى عين أو فم إنسان سليم. ويجب إعتبار جميع سوائل الجسم ملوثة والتعامل معها من هذا المنطلق (أي إنها معدية) ولا بد من أخذ كل الإحتياطات والحذر منعاً للعدوى.
8. عن طريق بعض العادات الشعبية مثل الوشم، وختان (طهور)الولد بالطرق الشعبية البدائية (والبنت في بعض البلدان) وكذلك الأبر الصينية وثقب الأذن من الخارج إذا اُستخدمت أدوات غير مُعقمة جيداً قبل الإستعمال. وكذلك فإن تكرار العض بواسطة الحشرات الماصة للدماء قد ينقل العدوى، فقد وجد فيروس الإلتهاب الكبدي-ب في فصائل مُتنوعة من الحشرات والبرق ولكن لا توجد براهين مُقنعة على وجود تكاثر للفيروس بداخل تلك الحشرات، إلا أن إحتمال نقل الفيروس بواسطة الحشرة من شخص لآخر يبقى وارد.
9. أفراد العائلة المُخالطين للمُصاب بالمرض أو حامل الفيروس مُعرضين للخطر أكثر من غيرهم. وتزداد الخطورة عند الزوج أو الزوجة نتيجة الجماع الجنسي. ولذلك يجب تطعيم جميع أفراد العائلة المُخالطين للمُصاب بالطعم المُضاد للإلتهاب الكبدي-ب.
10. لا ينتقل الفيروس بواسطة المُخالطة اليومية العارضة، ولا ينتقل كذلك عن طريق الجو، فعلى سبيل المثال فإن فيروس الإلتهاب الكبدي-ب لا ينتقل عن طريق المُصافحة بالأيدي والعناق، والعطس والحكة والمشاركة في صالات الطعام ، وأدوات الطعام وكذلك الحمامات.
 
من هم المعرضون لخطر الإصابة بفيروس الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
إن خطر الإصابة بالإلتهاب الكبدي-ب كبير كما يتضح من الأرقام التالية:
*في كل ملليمتر واحد من دم المُصاب أو حامل لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب يوجد حوالي 10 بليون جزء مُعدي من فيروس الإلتهاب الكبدي –ب . فقد تحتوي نقاط الدم هذه على البلايين من الفيروسات مثل فيروس الإلتهاب الكبدي-ب وفيروس الأيدز وغيرها.
*هناك حوالي 350 مليون شخص حامل لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب في العالم.
*تبلغ حالات الوفاة حوالي 2مليون شخص سنوياً في العالم نتيجة للإلتهاب الكبدي-ب.
إن مخاطر العدوى قد تحدث لأي إنسان، حتى أن كثيراً من المُصابين لا يعرف كيف حدثت له العدوى، إلا أن هناك أشخاصاً مُعينين مُعرضون للعدوى أكثر من غيرهم مثل:
1- العاملون في المجال الصحي، كالأطباء ،والجراحين وأطباء الأسنان والممرضات وفنيو المختبرات والمُسعفين وغيرهم. نتيجة لزيادة إحتمالات تعرضهم للدم ومُشتقاته، وكذلك أنسجة الجسم المُختلفة. وتزداد المخاطر حسب موقع العمل والتخصص لهؤلاء العاملين
2- رجال الشرطة والأمن والقوات المُسلحة، وذلك نتيجة إحتمالات الإشتباكات والإصابة الجسدية مع إنسان مُصاب. ويُعتبر رجال الشرطة في المدن والشوارع هم أكثر الفئات عرضاً لمخاطر الإصابة .
3- النزلاء والعاملون في السجون ودور رعاية المُعاقين جسديا وعقليا:
إن الجو العام في السجن،وكذلك دور الرعاية الإجتماعية تعتبر من الأماكن التي ترتفع فيها مخاطر العدوى بالإلتهاب الكبدي-ب ولا تقتصر المخاطر على المساجين ونزلاء هذه الأماكن ، بل تتعدى لتشمل العاملين في تلك الأماكن. وقد وجد الباحثون بأن نسبة الإصابة في هذه الأماكن هي أعلى من النسبة الموجودة عند عامة الناس.
4- عمال النظافة، سواء داخل المستشفى أو العاملين في شركات جمع القمامة من المستشفيات، حيث يتعرضون لمخاطر الإصابة بالإبر الملوثة والدم والشاش الطبي المُلوث..الخ.
5- مدمني المُخدرات الذين يتعاطون المُخدر بالإبر حيث تزداد مخاطر الإصابة بينهم نتيجة لتلوث الإبر المستعملة.
6- الإتصال الجنسي مع إنسان حامل للفيروس.
7- أفراد العائلة المُخالطين لحامل الفيروس.
8- الأطفال الذين يولدون لأمهات حاملات لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب
9- العاملون في المشرحة وغسيل وتحنيط الموتى.
يُعتبر الأطفال من أكثر الفئات المُعرضة لمخاطر الإصابة بعدوى الإلتهاب الكبدي-ب من الأم الحاملة للفيروس أو من أطفال آخرين .ويعتبر إنتقال العدوى من طفل لآخر من العوامل الهامة حيث تنتقل العدوى عن طريق الجروح حتى وإن كانت سطحية وبسيطة. والطفل مُعرض لذلك بشكل كبير نتيجة لنشاطه وحركته وكثرة اللعب مع أطفال آخرين ولذلك فإنه في البلاد التي ترتفع فيها الإصابة بالإلتهاب الكبدي-ب فإن الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد المرض هم من أكثر الفئات خطورة للإصابة بالعدوى.
بشكل عام فإن أي إنسان قد يلامس دم أو أية إفرازات من الجسم المُصاب أو حامل للفيروس هو مُعرض لإحتمالات العدوى.
 
كيف يحمي العاملون في مجال الخدمات الصحية أنفُسهم من عدوى الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
إن مسؤولية الوقاية من العدوى تقع بالدرجة الأولى على عاتقك وذلك بإتباعك القواعد الأساسية للوقاية من العدوى.  وإليك أهم الوسائل التي يمكنك إتباعها للوقاية:
1- غسل اليدين قبل وبعد مُلامسة المريض، وبعد التخلص من الحقن أو أية مواد اُستخدمت للتمريض، وكذلك بعد التخلص من القفازات الطبية أو أية أدوات أو ملابس واقية.
2- التقيد بأساليب النظافة الجيدة، وهذا مهم عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم المختلفة كالآتي:
*تنظيف أسطح الأدوات جيدا بالمنظفات والمطهرات.
*إرتداء القفازات والمرايل وغيرها من الملابس الواقية على سبيل المثال عند العناية بالجروح أو تنظيف ما تناثر أو ارتشق من دم المريض أو أية سوائل أخرى من جسمه، أو عند مُلامسة أية أدوات مُلوثة بإفرازات المريض أو عند إعطاء الحقن .
3- تغطية أية جروح أو إصابات جلدية بضمادات غير منفذة للمياه.
4- حماية العين والفم والأنف من خطر الإرتشاف بالدم، وذلك بإرتداء النظارات الواقية أو الكمامات للوجه...الخ.
5- التخلص من الإبر المُستعملة بالطرق السليمة كالآتي:
*عدم محاولة ثني أو كسر أو إعادة تغطية الإبر قبل التخلص منها.
*عدم مُحاولة ترك الإبر والأدوات المُستعملة لشخص آخر ليعتني بها، بل يجب التخلص منها في الحال.
*تجنب إحتمالات التلوث فلا تحاول تنظيف أو تعقيم الأدوات ذات الإستعمال الواحد ((DISPOSABLE بل يجب التخلص منها في الحال وبالطرق السليمة.
6- إتباع الإرشادات الخاصة بالحد من العدوى المُتوفرة في كل مستشفى أو مؤسسة صحية.
 
أخبرني طبيبي مؤخراً بان تحليل دمي كانت نتيجته موجبة للإلتهاب الكبدي-ب فماذا يعني ذلك؟
 
إن تحليل الدم للإلتهاب الكبدي-ب يُبين ما إذا كنت حاملاً للفيروس في دمك أم لا. ويُبين كذلك إن كنت قد أصبت بالعدوى مؤخراً أو منذ مدة طويلة. كما يبين تحليل الدم إن كان لديك مناعة ضد الإلتهاب الكبدي-ب أم لا.
يستطيع طبيبك معرفة كل ذلك من خلال تحليل دمك حيث يعكس تحليل الدم الأجزاء المُختلفة لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب فان كانت نتيجة التحليل موجبة للفيروس فمعنى ذلك إنك حامل للفيروس في دمك، وتستطيع نقل العدوى لغيرك.
بمرور الوقت يستطيع جسمك التخلص من هذا الفيروس بعد فترة قد تطول أو تقصر، وعند تخلصك من الفيروس يكون جسمك قد أنتج أجساماً مضادة لهذا الفيروس وبكميات كبيرة فتعطيك المناعة ضد العدوى أو الإصابة بالمرض مرة أخرى. وتكون نتيجة تحليل دمك هذه المرة موجبة للأجسام المُضادة ويعنى ذلك بأن عندك مناعة ضد هذا المرض. كذلك فإن هذه الأجسام المُضادة هي نفسها التي يقوم الجسم بإنتاجها بعد التطعيم ضد الإلتهاب الكبدي –ب.
 
هل يوجد تطعيم ضد الإلتهاب الكبدي –ب؟
 
نعم يوجد، والطُعم الخاص بالإلتهاب الكبدي –ب فعال ومأمون الجانب، وهو السبيل للوقاية من الإصابة بالعدوى، يُعطى التطعيم على شكل ثلاث حقن (إبر) تُعطى في عضلة الذراع. الإبرة الأولى تُعطى عند أول زيارة وتعقبها الثانية بعد شهر، ثم الثالثة والأخيرة تُعطى بعد خمسة أشهر من الثانية. عند إستكمال الثلاث جرع تتكون الأجسام المُضادة في الجسم والتي تعطي الحماية ضد المرض وتدوم هذه الحماية لمدة خمس سنوات على الأقل ولا يحتاج الإنسان إلى إعادة التطعيم بالكامل بعد ذلك، بل يحتاج إلى جرعة مُنشطة هي إبرة واحدة فقط كل خمس سنوات لضمان تنشيط وإنتاج الأجسام المُضادة في الدم بالكميات الكافية وضمان وجود المناعة بشكل دائم.
ويدخل التطعيم للإلتهاب الكبدي-ب ضمن برنامج التطعيم المعمول به في معظم الدول لجميع الأطفال وذلك لحمايتهم في عمر مُبكر لإن الإصابة بفيروس الإلتهاب الكبدي-ب خلال الطفولة يلعب دوراً كبيراً في زيادة عدد الحاملين للفيروس بشكل مُزمن.
إن الإلتهاب الكبدي-ب في مجمله ليس قاتماً أو كئيباً، فالوقاية منه سهلة وذلك بإتباع أساليب بسيطة والتطعيم ضد المرض.
 
من هي الفئات التي يجب تطعيمها ضد الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
يجب تطعيم أي شخص إذا كان من ضمن الفئات المُعرضة للعدوى أكثر من غيرها وهي كالتالي:
أ‌-  الأطفال، ويُفضل أن يكون ذلك في عمر مُبكر لضمان الحماية المُبكرة.
ب‌- العاملون في المجال الطبي(أطباء،جراحين،أطباء أسنان، ممرضين، فني مختبر،مسعفين،..إلخ).
ت‌- رجال الشرطة والأمن إن كانوا يقومون بمهام قد تعرضهم لإحتمال مُلامسة الدم أو أية إفرازات من الجسم.
ث‌- النزلاء والعاملون في السجون ودور الرعاية الإجتماعية للمُعاقين والمُتخلفين عقلياً ودور المُسنين.
ج‌- مرضى الفشل الكلوي.
ح‌- المُصابون بأمراض الدم الذين تتطلب حالتهم نقل الدم لهم بصورة مُتكررة.
خ‌- أفراد العائلة المُخالطون للمُصاب أو حامل فيروس الإلتهاب الكبدي-ب وعلى وجه الخصوص الزوج أو الزوجة.
د‌- المسافرون لمناطق ترتفع فيها الإصابة بالمرض (أكثر من2%) ويعتزمون البقاء لأكثر من ستة أشهر في تلك المناطق.
 
أخشى إصابتي بالإلتهاب الكبدي-ب أو أمراض أخرى خطيرة من جراء التطعيم. فما مدى صحة هذا الكلام؟
إن التطعيم الخاص بالإلتهاب الكبدي-ب هو مأمون الجانب تماما وهو فعال أيضاً، فقد تم تصنيعه بطريقة الهندسة الوراثية ولا يدخل في تصنيعه أية أجزاء مُكونات الدم، وبالتالي فلا يوجد خوف من الإصابة بالإلتهاب الكبدي-ب من جراء التطعيم، بل على العكس من ذلك تماماً فإن التطعيم يُنشط جهاز المناعة في جسم الإنسان لتكوين أجساماً مُضادة لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب وبالتالي يمنح الجسم الحماية من الإصابة بالمرض.
 
هام جداً:
لا يجب إعتبار التطعيم ضد الإلتهاب الكبدي-ب سبباً لإهمال إتباع الأساليب السليمة لمنع العدوى أو مدعاة للتراخي في تطبيق القواعد والشروط الخاصة للوقاية بشكل عام.
 
ما هي الأعراض الجانبية للتطعيم ضد الإلتهاب الكبدي-ب ؟
 
قد يعاني بعض الناس من أعراض جانبية بسيطة مثل الألم أو إحمرار وإنتفاخ الجلد في مكان الإبرة، أو قد يشعر البعض بأعراض عامة شبيهة بأعراض الزكام ونزلات البرد، وهناك أعراضاً جانبية أخرى للتطعيم فقد يُعاني البعض من إرتفاع طفيف في درجة الحرارة، تعب عام في الجسم، صداع وغثيان. وتختفي هذه الأعراض غالباً في غصون أيام قليلة. هذا ولا تُوجد أعراضاً جانبية خطيرة مُسجلة أو مُثبتة في الأوساط الطبية من جرآء التطعيم ضد الإلتهاب الكبدي –ب المُحضر بطريقة الهندسة الوراثية، وهو النوع المُستعمل في مُعظم بلدان العالم.
 
هل يُمكن تطعيم المرأة الحامل ضد الإلتهاب الكبدي-ب؟
 
بشكل عام لا يُعطى التطعيم للحامل، بل يجب الإنتظار لما بعد الولادة، إلا أنه في حالات نادرة جداً أو إستثنائية قد يُعطى التطعيم للمرأة الحامل إذا كانت إحتمالات العدوى كبيرة جداً.
لذلك، فإنه من المُستحسن إجراء تحليل الدم للحوامل في مراحل الحمل المُبكرة، والأخذ بعين الاعتبار الآتي:
1- إذا كانت نتيجة التحليل موجبة للفيروس (أي أن المرأة حاملة للفيروس) فيجب إعطاء المولود إبرة خاصة هي عبارة عن أجسام مُضادة للإلتهاب الكبدي-ب وذلك مُباشرة بعد الولادة في غضون 48 ساعة من الولادة. وتُعطى هذه الإبرة جنباً إلى جنب مع الجرعة الأولى من الطعم الخاص بالإلتهاب الكبدي-ب .
2- كذلك يجب تطعيم جميع أفراد الأسرة المُخالطون للمرأة الحامل إذا أظهر التحليل بأنها حاملة لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب .
 
إذا كنت حاملاً لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب فكيف أحمي الغير من خطر العدوى؟
 
إن أفراد العائلة مُعرضين للعدوى، وذلك لقربهم الشديد ومُخالطتهم للمُصاب، ولذلك فإن إصابة أفرادا آخرين في العائلة هو احتمال وارد، من أجل ذلك إن كنت حاملاً للفيروس فإن الخطوة الأولى التي يجب إتباعها هي القيام بإجراء تحليل للدم لجميع أفراد العائلة لمعرفة حالتهم المناعية ضد المرض. الأفراد الذين لا تحتوي دماؤهم على أجسام مُضادة لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب (أي لا توجد لديهم حماية ضد المرض) حسب نتيجة التحليل، لا بد من تطعيم هؤلاء الأشخاص.
أما إذا أظهر التحليل بأن بعض الأفراد قد أصيبوا بالفيروس وتحتوي دماؤهم على أجسام مُضادة لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب (أي توجد لديهم مناعة ضد المرض) فلا داعي لتطعيم هؤلاء الأشخاص.
ويمكنك عمل الآتي:
أ‌- يجب عليك تبليغ طبيبك المُعالج بأنك حامل لفيروس الإلتهاب الكبدي-ب سواء كان ذلك في الطوارئ أو الأسنان أو في أي قسم من الأقسام الطبية.
ب‌- إن كنت امرأة حامل ومُصابة بهذا الفيروس، أخبري طبيب النساء والولادة المُشرف على حالتك بأنك مُصابة بفيروس الإلتهاب الكبدي-ب وذلك ليتسنى له توفير اللقاح والطعم الخاص بهذا المرض وإعطاؤه للمولود مُباشرة بعد الولادة من أجل حمايته.
ت‌- إن جرحت، اغسل الجرح جيداً تحت الماء الجاري ثم اعمل على تغطية الجرح بضماد غير منفذ للماء. نظف الدم الذي ربما يكون قد تناثر على الأرض وأسطح بعض الأدوات . استعمل في ذلك المناشف الورقية ومحلول من المُنظفات المنزلية الخفيفة (جزء من المنظف مقابل عشرة أجزاء من الماء). يجب أخذ الحيطة والحذر بعدم مُلامسة المنظف لجلدك، وذلك بإرتداء قفازات خاصة قابلة للتنظيف .وإن قام أحد غيرك بتنظيف الدم، فيجب عليه إرتداء قفازات مُماثلة حتى لا يلامس الدم.
ث‌- يجب وضع الغيارات المُلوثة والمناشف الورقية المُستعملة في كيس من البلاستيك بحيث يغلق ثم يوضع بداخل كيس آخر من البلاستيك يُربط الكيسين معاً بإحكام ثم يوضعان في كيس القمامة. تغسل اليدين جيداً بعد ذلك.
ج‌- لا تتبرع بالدم او زراعة الأعضاء .
ح‌- تعامل مع الناس دائماً بإحساس من المسؤولية ،وخاصة إن كنت على إتصال مُ باشر معهم  .إن الوقاية والأمن مسؤولية جماعية.
 
هل يوجد علاج للإلتهاب الكبدي-ب؟
 
للأسف لا يوجد علاج خاص للمرض. إن خط العلاج الرئيسي خلال مرحلة المرض الحادة هو الراحة والتغذية السليمة، وهناك كثير من المرضى يشعرون بالراحة أكثر مع الغذاء قليل المحتوى من الدهون. قد يستلزم الأمر أحياناً دخول المُصاب للمستشفى وإعطاءه المحاليل الطبية في الوريد إن لزم الأمر في حالة القيء وفقدان الشهية الشديدين. لا داعي للمُضادات الحيوية فهي غير فعالة ضد المرض لأن سبب المرض هو إلتهاب فيروسي، والمضادات الحيوية لا تجدي نفعاً إن أعطيت للأمراض الفيروسية.
يتحسن معظم المرضى في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وبدون أية أدوية، ويتماثلون للشفاء تماماً. وينصح بفترة من النقاهة قد تستمر إلى شهرين إن لزم الأمر. ويعود المريض إلى مزاولة عمله في النهاية كالمُعتاد، إلا أنه في حالات نادرة قد يأخذ المرض شكلاً خطيراً قد يشكل خطورة على حياة المريض.
بعد الإصابة بالإلتهاب الكبدي-ب يبقى المُصاب مُعديا لغيره من الناس لشهور قليلة، إلا أن بعض المُصابين قد يستمر تواجد الفيروس في أجسامهم لعدة سنوات ولذلك فلابد من عمل فحص الدم لحاملي الفيروس بصورة مُنتظمة لمعرفة ما إذا كان الفيروس ما زال مُتواجداً في أجسامهم و معرفة المُعدين منهم.
قد يُعالج بعض المرضى من حاملي فيروس الإلتهاب الكبدي-ب ببعض الأدوية التي قد تحد من نشاط الفيروس وتضعف من فرص تكاثره في جسم الإنسان. وبالتالي يتخلص الجسم من الفيروس في فترة زمنية أقل. ويعتبر دواء (الإنترفيرون) من الأدوية الهامة في هذا المجال والذي يعطى من قبل طبيب مُتخصص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد.
وأخيراً، فإن الإلتهاب الكبدي-ب يعتبر من الأمراض الشائعة والذي قد يكون خطيراً، إلا أن الوقاية منه سهلة ومتوفرة للجميع. إن اتباعك أساليب الوقاية المذكور في هذا المقال كفيلة بحمايتك من خطر الإصابة بالعدوى.

شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمه , جزاك الله كل خير.

 

شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمه , جزاك الله كل خير.

نعم الف شكر للمعلومات القيمة اعلاه . دمتم للخير والاحسان لنا ولكم وللجميع .

شكرا لك دكتور على هذا الموضوع و أدامك الله في خدمة أبناء أمتك و جزاك الله عنا كل خير يوم لا ينفع إلا العمل الصالح و معلوماتك هذه صدقة.