و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

كلمة أبتامير Aptamer مُشتقة من الكلمة اللاتينية Aptus و التي تعني يُوافق أو يُطابق و الكلمة اللاتينية Meros و التي تعني قطعة, فمعنى الكلمة ككل هي القطعة المُوافقة أو المُطابقة.

و الأبتامير هي إما أحماض نووية قليلة Oligonucleic Acids  أو جزيئات ببتايد Peptide (سلسلة من الأحماض الأمينية) و التي ترتبط (تلتصق) بجزيء مُستهدف مُحدد. الأبتاميرات يتم إنشآؤها عادة بواسطة تحديدها من مجموعة كبيرة من تسلسل عشوآئي.

يُمكن تصنيف الأبتامير إلى:

1. DNA or RNA Aptamers أبتاميرات الحمض النووي دي أن آي DNA أو الحمض النووي آرأن آي RNA, و هي عادة عبارة عن قطع قصيرة من قليلة النوكلوتيد Oligonucleotides.
2. أبتاميرات الببتيد Peptide Aptamers و تتكون من مجال قصير مُتغير من الببتيد مُلحق بسقالة من البروتين بكلا طرفيه.

1- أبتاميرات الحمض النووي Nucleic Acid Aptamers و هي أنواع من الأحماض النووية التي تم تصنيعها و هندستها من خلال جولات مُتكررة من الإختيار في الأنابيب, و العملية تُسمى تطوير الروابط بالتخصيب الاُسي المنهجي Systematic Evolution of Ligands by Exponential Enrichment و إختصارها SELEX , لتكون قادرة على الإرتباط (الإلتصاق) بأهداف جُزيئية مُحددة مثل جُزيئات صغيرة, بروتينات, أحماض نووية و حتى الأنسجة و الخلايا و الكائنات. الأبتاميرات مُفيدة في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية و العلاجية لأنها تُوفر خصائص التعرف الجُزيئي مُنافسة في ذلك الأجسام المُضادة Antibodies المُستخدمة حالياً, إضافة لخاصية التعرف الجزيئي المُتميز, تتميز الأبتاميرات على الأجسام المُضادة بالمزايا التالية:

• يُمكن تصنيعها و هندستها كلياً في أنابيب الإختبار.
• يُمكن تصنيعها بالتوليف (التصنيع) الكيميائي.
• تمتلك خصائص تخزين مُناسبة.
• تُسبب القليل من الإستمناع (تحفيز الجهاز المناعي) أو لا تُسببه على الإطلاق في تطبيقاتها العلاجية.

 2- أبتاميرات الببتيد (الهضميد) Peptide Aptamers و هي عبارة عن بروتينات مُصممة للتدخل في تفاعلات بروتينات أخرى داخل الخلية. و هي تتكون من عُقد مُتغيرة الطول (حلقة) من الببتيد مُتصلة بسقالة من البروتين على طرفيها. و هذا القيد المُزدوج الهيكلية يزيد بشكل كبير قدرة الأبتاميرات الببتيدية على الإقتران بالجُزيئات المُستهدفة مُقارنة بمستويات مُماثلة من الأجسام المُضادة.

 طول عُقد الببتيد (الهضميد) عادة تتراوح ما بين 10 إلى 20 حمض أميني Amino Acids و بروتين السقالة يكون بروتين له خصائص ذوبان جيدة و خصائص تراص جيدة كذلك. حالياً البروتين البكتيري ثايوريدوكسين آي Bacterial Protein Thioredoxin A هو الأكثر إستخداماً كسقالة. يُمكن تصنيع الأبتاميرات الببتيدية بعدة طرق و أكثرها إستخداماً حالياً هو نظام الخميرة هجين 2 Yeast Two-Hybrid System.  

 هذا بإختصار شديد, و أذكر هُنا بعض الشرح المُبسط لفهم فكرة هذه الأبتاميرات في تطبيقاتها و لماذا تُقارن بالأجسام المُضادة, حالياً تُستخدم الأجسام المُضادة في المُختبرات للتعرف على جُزيئات و مُركبات أو أنسجة و غيرها عن طريق كون الأجسام المُضادة تحمل شيفرات لتتابع مُعين من الأحماض الأمينية تتعرف من خلالها على الجُزيئات المُختلفة و خاصة الجُزيئات التي صُنعت من أجلها, و يُمكن تشبيه هذا التطابق بالقفل و المفتاح أي كل جسم مُضاد يُعتبر كمفتاح لقفل مُعين و مُحدد, و لهذا اُستخدمت الأجسام المُضادة في التحاليل المخبرية الطبية و لعلاج الأمراض.

الآن العمل قائم لإنتاج أبتاميرات مُختلفة لإختلاف التتابع فيها (تسلسل القواعد في أبتاميرات الأحماض النووية أو تسلسل الأحماض الأمينية في الأبتاميرات الببتيدية) و ذلك للمزايا التي تتمتع بها عن الأجسام المُضادة و التي ذكرناها سابقاً. أضف إلى ذلك كونها أكثر حساسية و إنتقائية من الأجسام المُضادة:

1. و الحساسية Sensitivity تعني بأن الأبتامير الذي صُنع للتعرف على عَمر مثلاً يتعرف عليه من بين 1000 زيد.
2. و الإنتقائية Specificity نعني بأن الأبتامير الذي صُنع للإتحاد بعَمر سوف يقترن و يلتصق بعمر فقط من بين 1000 زيد.

و هذا تميز آخر لها مما يؤدي إلى كون التحاليل المخبرية أكثر دقة و نتائج العلاج كذلك تكون أكبر و الآثار الجانبية تكون أقل.

دكتور خليل اليوسفي